وحيد أبوالجول
مثلي العائدون مِنْ تمائمِ الأخوات
مٍنْ عيونِهم إلى القلوب
ومِنَ الصراحةِ إلى الغناء
ومثلُهم الوردة
بهذا حدثتُها مساءًا وهي تنظرُ إلى الذكريات
إلى غطاءِ الّليلِ الأزرق
تنظرُ إلى ابتسامتِها التي تشبهُ امرأةً تجلسُ وحيدةً
تشبهُ الوافدينَ إلى التفّاحة ِعبرَ الظّلال
العسل الذي افتدتْ به روحيَّ
بهذا حدثتُها مساءًا وأنا أغلقُ الصّيف
أغلق النوافذَ التي تتعرّقُ كثيرًا وهي تلامسُ فمَها بخوفٍ
الخصوبةَ
رائحةَ الملابس ِ
حقيبةَ اليد
أحمر الشفاه
الصوت الّذي تذرفهُ ليلاً
ونَهْديها الّلذين يشكّان
بهذا حدثتُها وأنا أمنحُ نفسي فراغًا قمريْ
لغةً تجيدُ العذوبة
تجيدُ الانهمارَ بلطفٍ
بخفةٍ
بهذا حدثتُها مساءًا عن الشواطئ
والنساء اللواتي يَجلسن وحيدات أمام وجوهَهنَّ ينتظرن الشعورَ
ينتظّرن محاربًا يجيء
فراغًا قمريْ
حلمًا مصنوعًا مِنَ الهواءِ
مِنَ الغبطةِ كغلافِ الليلِ
أو ما يشبه السكون
يشبهُ المارّينَ مِنْ طرفِ عينيها إلى الخريف
إلى تحيّتِهم الودودة
بعدَ مطرٍ كثيف
بعدَ وجعٍ ممكن
بهذا حدثتُها مساءًا عن رسائل ِالحب
وعن الأزمنةِ الذائبة في جوفِ الرأس
عني أنا
وشيء يتذكَّرني بوضوحٍ
بقليلٍ مِنَ الحرارةِ
أو
البَرْد
بهذا حدثتُها مساءًا عن الغيومِ
عن العائدِين مِنْ عيونِهم إلى القلوبِ
إلى وجه يعرف النهاية
وكم ورقة أرهقها الذبول
بهذا حدثتُها مساءًا عن الموت
عن لحظةٍ تشبه العطور
_______________
*من كتاب “غرق طفيف”..