الرئيسية / نصوص / لَنا كُلُّ هَذا الْوُقُوف في الْحَافِلَةِ

لَنا كُلُّ هَذا الْوُقُوف في الْحَافِلَةِ

صادق مجبل/ العراق

 

إلى: مؤيد الخفاجي

 

ماذا يَودُّ الوَحِيدونَ مِثْلي وَمِثلَكَ،غَيْرَ اِرْتِكَابِ المُرورِ، نَطيرُ قَرِيباً إلى آخر العمرِ ولا تَذّكُرنا اللافتاتُ، كما الرِّيح نَطْبعُ في العابرينَ اِنْتِشاءَ الحقول وننسى العبث.

تَذكرُ حين كُنّا نَسِيرُ في لَوْحة عابِرة ؟ لقَدْ كُنْتَ أبلغَ ممّا أنا فيهِ وأقصرَ مِن حَيرةِ الحافلة، نَسِينا وقتها رِحلَتَنا فَوْقَ الزُّجَاجِ، لَمْ يَكُنْ عُمرُنا غَيْرَ ذاك التأمل في نَدَمِ الطَّرِيق .
تَلُمُ الجريدة كُلّما همَّ أحدهم بالنّزول/ ليُكْسَرَ حديثُنا الجانبيّ.
والآن يا مؤيد لَنا خسارةُ الحِكْمَةِ الّتي في وهمِنا .
وضجرُ الدنيا مِن كثرةِ الوَحيدين
ولَنا كُلُّ هَذا الْوُقُوفِ في الْحَافِلَةِ .

فِي رَدَهاتِ الْمَشافي أرى روحَكَ تُفَكِّرُ بِالْهَارِبِينَ إِلى الألمِ
الألم؛ الدَّليل الوَحيد على اِختراق حظر التَّجَولِ.
عُمرُنا سَرْدٌ تَجَوَّلَ في حياةِ المُتْعَبينَ
في فندقٍ كُلّما أرْهَقَتْهُ طائرةٌ يَنام

أعْمى هو العمر منْ دُون أيّامك، كأنَّ المَسافاتِ البعيدةَ عينٌ واسِعةٌ لا ترى.

 

——————–
* من مجموعة “أريدك بخير كي أعبر الشارع مطمئنًا” للشاعر الصادرة حديثًا عن “دار الرافدين” في بيروت

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...