لميس الزين
كلُّ الكلمات التي ادَّخرتُها للقاءٍ .. انفَرَطتْ دمعاً ذاتَ وداع.
كلُّ وصايا العشق التي حفظتُها عن ظهر شوقٍ .. نثرتُها آساً على ضريح حبٍّ وأدتَهُ بثرى الخداع .
كلُّ قصيدة عرجاء ٲنجبتُها لعَنَتْني؛ إذ كنتَ لها .. جرْس الأنين ، والرويّ الحزين ، والاستعارات ..
كلُّ الخوابي التي عَتَّقتْ أعنابها لوصلٍ لم يَئن ، تشقَّقتْ وسالَ نبيذُها ٲسفاً لعناقيد رُهِصَتْ قبل الأوان .
كلُّ اليمامات التي نَهَلَتْ من نمير ولهي، ألوَتْ أعناقها صدىً؛ إذ رأت ٲلوانك تُبْدِلُ ٲلوانها بتَبَدُّلِ الأنواء .
كلُّ الأرائك الحانيات التي وُسِّدَتْ لعناقٍ مشتهى .. طَوَتْ ديباجها، واستحالتْ رخاماً بارداً إذ وُئِدَ الوداد .
كلُّ الشبابيك التي طرَّزتْ ستائرها بلهفة الترقب .. أوصدت درفاتها كمداً ، وارتَدَتْ صمت المدافن ذات غياب .
كلُّ العرَّافات اللائي قلن : كوكبان يلتقيان .. اعتزلنَ ٲخبار القلوب وبِعْنَ نبوءاتهن لدجل السياسة والقنوات ..
كلُّ الصويحبات اللواتي قضمْنَ أظفار قلوبهن حسداً .. أطلقنَ الضحكات الشامتات وشربنَ ٲنخاب عشقٍ مات .
كلُّ المريدين الذين حجُّوا إلى أقصى قلبي فأُغلِقَ دونهم .. أهدروا دمك كإرهابي فجَّرَ ناطحةَ وجدٍ،ٍ وتركَ لهم لملمةَ الزجاج ..
ثم تطلب السماح !!!.. ؟
سحْ في الأرض ..
لك أن تقول “لا مساس” ..
وإن سألَتْكَ الدروب عني ..
فقل لها افترقنا حين فارَقَنا الوفاء.