فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

كما تفعل مراهقات الفيسبوك

قيس عبدالمغني

أقتحم هاتفي لأفتش في ألبوم صورك عن واحدة تظهرك في أسوأ حالاتك وذلك لكي أتدرب من خلالها على كراهيتك..
أجد واحدة..
تلك التي تظهرين فيها بالأبيض والأسود و تصنعين بفمك دائرة كما تفعل مراهقات الفيسبوك
تظهرين فيها كما لو انك على وشك أن تتقيأين..
أبدأ التدريبات بحماس
حسنا” ..
أهي هذه التي تكاد تفقد عقلك من أجلها؟!
أهي هذه التي تسببت في الإختفاء المفاجئ لكل نساء العالم من حولك؟
ألا ترى انها قبيحة
ألا يمكنك أن ترى كيف أن أنفها ليس مثاليا” و عينيها ليستا قاتلتين و فمها لا يثير الأزهار في قلبك ؟!
أهذه نفسها المرأة التي قلت بأنك على استعداد لمقايضة ما تبقى من حياتك مقابل صباح تستيقظ فيه متعبا” لتجدها نائمة بجوارك؟!
نفسها التي تبكيك لأنك تحبها بلا سبب و بلا أمل؟!
في النهاية
أشعر بارتياح كمن انتهى لتوه من إنجاز انتقامه الشخصي..
أغلق الصورة.. أخرج من هاتفي
ثم أتساءل بدوري
أحقا” كانت على وشك أن تتقيأ؟!
أهي بشرية إلى هذا الحد لكي تفعل؟!
بعد ساعة تحتلني فكرة واحدة لبقية اليوم:
ليتني ذلك المنديل الذي ستمسحين به فمك.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *