محمد كمال/ اليمن
كنا نقوم بحشو الجوارب بقطع القماش البالية،
صانعين منها كرة تتمحور فيها وحولها كل اهتماماتنا آنذاك.
كنا نلعب و كانت هناك قوانين طبيعية للعب هناك فتيان يحاولون افساد اللعبة لكنهم يتراجعوا لمعرفتهم أن الأغلبية
لن تسمح لأحد بإفساد لعبتهم، فالجميع يمرر الكرة ويجري ، الماهر ينال النصيب الأكبر
من المتعة لما بذله من الجهد،
ليس على حساب غيره من اللاعبين،
هكذا كانت تسير الأمور،
و الجميع راضٍ بنصيبه من التسلية….
نمت لنا لحى و شوارب، و اقتنينا أدوات حلاقة ومزيل للعرق وتلك الأشياء التي يحرص
الصغار على اقتنائها ليبدوا كبارا.
الآن أصبحنا كبارا و لم نعد بحاجة لحرصنا على ابراز ذلك.
لكنا تغيرنا يا صاحبي،
آااااخ تغيرنا كثيرا.
فهاهم يفسدون حياتنا برمتها،
و لم يضعوا اعتبارا للأغلبية،
الأغلبية يا صاحبي أصبحوا هم اللعبة
هم الجورب المحشو بالأسمال الذي تركله
تلك القلة اللعينة.
أبدعت بارك الله فيك. والله يصلح الاحوال