مروى بديدة
إنني جريحة لا محالة
أترنح بخيلاء في حقل كلماتي
بأربع قوائم بيضاء واثبة
إنني فرس الكلمات
و حينما أغدو جزعة ،معطوبة
يا للأجنحة التي من جنبي تناطح السماء!
و دونما وجل تخطفني بروق و رعود أبدية
فأطير بلا رجعة
لقد جهزت العدة من كلماتي
جهزت الرماح و البنود
حطمت بأصابعي الملتهبة بيت “البابا” العتيق
إنطلقت الضواري من حقل كلماتي
بحوافر مذهبة من نور إلهي
تدهس جثمان شكل مقيت
كان سابقا يكذب علينا
كان يتلو شعرا رديئا
إعاقة واضحة في بنية الجمال
ليس لدي ما أخفيه
إنها “الميلوديا” الجديدة تستعر نيرانها
تحرق هياكل بشر كسالى و عبيد
لقد شارف زمن الغباء على النهاية
بحيث لم يعد بوسع أحدنا أن يقع أسيرا لكلمات واهنة
لم يعد بوسع الشاعر أن يرهن
فليبق حرا بإذن الرحمة الربانية
و شمس الموهبة الصعبة
و الطاقة المربكة للحواس
لكم الصحاب و الجلسات
لكم الفظاظة الكافية كي لا تعرفوا الشعر
لكم ما تبقى من رماد أسلافكم
كي تكتبوا الكتب الفقيرة و المهمشة
الفاغمة بالبلاهة و العفن
بينما أحدنا يربي الجنون على أطراف أنامله
و يبكي بكاء مريرا
إنه العذاب السماوي الذي يدعى شعرا
الكلفة الغالية من إله ودود
إذ يمكن لأحد أن يفقد نفسه في دنياكم
و يجدها في مزمور
إذ يمكن لأحد أن يصير خادما مباركا و لجوجا
يقضي على مسوخكم
*شاعرة من ليبيا.