ربا دفاش
تقول أمّي انني ولدت حين حرب
والسّماء كانت تضاء بنثر القنابل
أمّي لم تكن تعرف الكتابة
ولم تملك ساعةً رمليّةً لمعرفة الوقت
وكان أبي يحمل كيسا من الأوجاع
فوق كاهله المنحني
وينتعل حذاءً مقطوعاً
لا يقيه من الشّظايا المتناثرة على الأرض
والجثث المتعفّنة
الّتي تفوح منها رائحة الموت
وكنت رقماً صعباً من أربعة أضلاع
أقيم على وتر أوجاعه
لكنّه كان يحبّ البراءة المخلوقة في جسدي
تقول الأسطورة …
أنّني سقطت سهواً
من رحم أمي المنقبض خوفاً
لأستقر في واد يموج بصفرة السّنابل
وتركت يدي الصّغيرة تعبث في قلب أبي
وقدمي العابثة تركل مؤخرة فكره التّائه
لم يكن ليتركني ضحيّةً للموت والقنابل
فأنا من تزيد من خفقان نبضه
ومن تفترش بالآمال هدبه
يذكر …
فيما روي عن نبضاته الطّاهرة
أنه عاد مغشيآ عليه
الخوف ينتهك قواه
يبحث عن طفلته بين النّيران المشتعلة
ليسعفه القدر بالتقاط أنفاسه
فيعيدني بالإصرار إلى جبّ الحياة
مات أبي
وبقيت أنا وراءه أدعو له بالمغفرة
وأذكره في سنيني العجاف
كلّما تجرعت من الحرب كؤوس الموت حنظلاً
واشتدّ في الرّوح وطيسها..!!
________________
9/4/2017