كتب- صدام أبومازن،،
في بلدٍ كاليمن، يموت الشعراء بينما الساسة يحتجبون خلف المباني المغلقة بعيداً عن شبحية الموت التي تخطف كل جميل اجترحه أدباء من أجل وطنهم الذي لم يعد يتسع لجراحاتهم.
فمنذ سنوات، يعاني الشاعر محمد نعمان الحكيمي وحيداً في منزله في مدينة تعز من مرض نادر في شريان الدماغ القاعدي ويوصي الأطباء بسرعة نقله إلى العلاج إما في فرنسا أو اليابان، بعد أن تعذر الموافقة على علاجه مبدئياً في بلدان عربية.
وأطلق شعراء وأدباء يمنيون حملة في منصات التواصل الاجتماعي تطالب الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر ووزير الثقافة مروان دماج، بسرعة التفاعل لانقاذ حياة شاعر وتربوي وكاتب صحفي نذر حياته في خدمة الوطن.
وتؤكد الحملة انه: “تبين في مصر والأردن بعد عمل الكشافات المغناطيسية والمقطعية والأنجيوجرافية للشاعر الحكيمي ان شريان دماغه القاعدي متوسع ومتعرج وممتد بمساحة متوسعة قدرت ب 8-9 ملم بينما الطبيعي 3 ملم”.
وبناءً عليه فإن “أشهر أطباء الدماغ في مصر (حسب التقارير المرفقة و تأكيد سفارة اليمن في مصر) أوصوا أن ينقل الحكيمي مباشرة إلى فرنسا أو اليابان لعلاج حالته النادرة؛ حيث يُخشى أن ينفجر الشريان القاعدي نتيجة لتوسعه الضخم”، مؤكدين أن “هذه الحالة نادرة جدا ويصعب علاجها، و أنه ليس هناك مركز متخصص بالأشعة التداخلية لعلاج شريان في هذه المنطقة من قاعدة الدماغ في العالم سوى مركز الطبيب (جاكز موريه) Jacques Moreit، الذي تم التواصل معه من قبل أسرة الشاعر المريض ورد بإيجابية واستعداد للعلاج”.
لكن عروض السعر الخاصة برسوم المشفى وتكاليف أخرى قدرت بنحو 18 ألف يورو، خارجة عن تحديد رسوم أي مضاعفات أخرى قد تستدعي علاجا إضافيا وفترة زمنية اضافية، أي ما يقدر بمبلغ 30 ألف دولار للمشفى والطبيب فقط.
ومعروف عن الشاعر الحكيمي اصداره ستة دواوين شعر مطبوعة باللغة العربية وديوان شعر باللغة الانجليزية وهو فائز بجوائز محلية وعربية، كلها لم تشفع له في الحصول على رعاية طبية نظير سنوات عمره التي أفناها في مجال الأدب والتعليم والصحافة.