فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

بمناسبة الرقم 3

زين العابدين الضبيبي

 

في حسابي الفيسبوكي
كثيرٌ -ربما آلاف- من الجثث
وفي صدري عشرات الأصدقاء
بكل ما يملكونه من أدوات حادة
ووجوه مستعارة
وفي سيارتي الكثير من الأشياء التالفة والخدوش
كأنها عجوز في الثمانين
أما المكتبة فمتخمة
بالقصص المأساوية،
انكسارات العشاق،
الكثير من الكذب،
والرعاف اللغوي
والأفكار المستعملة
وثروة هائلة من الهراء
وفي حياتي الكثير من الأشياء المريبة
وسادتي تختفي طوال الليل
وتظهر غالباً في السادسة صباحاً
أشحن هاتفي وأضعه على الطاولة
لأجده على الأرض فارغاً في الصباح
كلما كتبت قصيدة جيدة
أمحوها دون قصد
كلما سألت صديقاً عن أحواله
يرد بعد يومين وعشر دقائق تماماً
بدعاء أو نكتة عابرة.
الأشياء التي أحبها تنكسر قبل أن ألمسها
كل جيوبي الجانبية مثقوبة بما في ذلك جيوب ملابسي الجديدة التي اشتريتها منذ عامين
وكل يوم منذ سنوات طويلة أنسى مفتاح المنزل على الكمدينو
مع أني أتذكره دائماً قبل خروجي بثلاث ثوانٍ.
بمناسبة الرقم 3
كلما رأيت أحدهم في المنام يموت بعد ثلاثة أيام أو ثلاثة أسابيع
أو ثلاثة أشهر
كلما كسبت ريالاً خسرت ثلاثة
والثالثة ليست ثابتة دائماً
فهناك أرقامٌ أكثر فتكاً.
يا لها من حياةٍ مملة
كل أسبوع أعيشه نسخة لسابقه
الوجوه، الأماكن، الأحاديث نفسها
انقطاع البنزين والرصيد
في أشد الأماكن زحمةً
وأشد اللحظات حميميةً
أدمنت كل أنواع السجائر المهربة
ولم أتمكن من الهرب
ولا زلت على قيد الحياة
ربما لأقول صباح الخير تماماً
كما أفعل
الآن
حيث تقوم جفوني بالإحماء استعداداً للنوم.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *