فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

ولولة الشر

حسنة أولهاشمي/ المغرب

 

كعين غرفة أكلها يباس الصمت
حال العالم وسط ولولة الشر
كلمعان حجر خاتمي الأحمر الفالصو
حال حب فضفاض موغل في الفهم
كالخطوط الدقيقة للستائر الدانتيل
المنسية في لوحة فنان مجهول
حال جسور المعنى الممدة نحوي
تلك اللوحة
هل تدرك أن
النظر الذي شربه اللون
دفعة واحدة
صار جزرا من كلمات
الكلمات تحولت إلى عالم
يجثو على ركبتيه
بأظافره ينهش بطن التراب
كقاتل يستعجل إخفاء الجثة
تزيغ رجْل الكلمات
يترجل الورق
تصحو الأرض
تتخشب أفواه البنادق
بعين الطفل ترسو الحمائم
وأعلام الحرب
لا تستطيع أن تكفن أعواد “السرو”
الشمس توقظ العالم
في المناديل التي طرزتها الأمهات بعناية
وسقتها حناجر العذارى
بعطر الزهر المدسوس
في رسائل الحب المعلقة
على حبل النهارالناصع؟..
في اللوحة التي نحوها تميل مدن الخيال
الخيال
ذاك الذي حين شربتُ صحاريه المدللة
أصبحت بحرا عنيدا
أعرتُ ملوحة دمعي للنهر
واكتفيت بمجاديف مركب عتيق
وصوت “بيسي سميث”
أقضم خرابي على مهل
وتبتلع سكرة البلوز
حمى رأسي
يختفي العالم
يكبر نشيد الريشة
وعلى جماجم الصمت
أتوسد ما تبقى
من حفيف موت
دسه الفنان عن سهو
في جيب
فكرة بدينة خائنة..
أيها الواقفون على حفا الخواء
ماذا لو ركلنا معا رؤوسنا الممتلئة بالفراغ
وحملتنا أقدامنا إلى أقصى معابر السهو
هناك نلفظ ترتيبنا الدنيء
هناك نشعل شموع وجود يسع كل الخرابات
لنصعد إلينا
نستعير من طيور “النوء” أجنحة
تصلح للقتال لا للتحليق
أيها المقاتلون المزيفون
انظروا في عيون الأطفال كل صباح
اشربوا جرح المدائن النازفة بسكر أكثر
شغلوا نشيد “الشيخ إمام” في هواتفكم
وتجشأوا حموضة حروب لا تطيق جوفكم المريض
الموت يا صديق
عنفوان أبدي
كما الحب
لا يلج الروح العفنة
حتى يلج شهوقه
سر سم المعنى..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *