الرئيسية / نصوص / الأعزلُ في لحظتِه الأخيرةِ

الأعزلُ في لحظتِه الأخيرةِ

عواد ناصر

 

لأنّها خافتْ كثيراً
القصيدةُ لمْ تعدْ تخافُ،
الأفعى في مخدعِ الكلامِ،
وأنا ولدتُ خائفاً،
ربطتْ القابلةُ، غيرُ المأذونةِ، في رسغي
شريطاً من قماشٍ أخضرَ،
ثم رمتني في البستانِ،
الظلُّ فضحَني
والشمسُ غطّتني بالنورِ،
ولأنّني أحبُّ الشوارعَ أكثر من البساتينِ
وجدتُني وسطَ اشتباكِ الإسفلتِ بالأقدامِ
بينما كان الملوكُ يعصرونَ النبيذَ بأنفسِهم،
طاردتُهمْ من كأسٍ إلى كأسٍ
عدتُ إلى صناعةِ نفسي مجدداً،
لأكتبَ قصيدةً لم تعدْ خائفةً،

*****
*****
الأعزلُ في لحظتِهِ الأخيرةِ،
عند جدارهِ الأخيرِ
يُشهر عزلتَهُ في وجهِ العالمِ.

——————
لندن – 10 كانون ثان (يناير) 2013
* من “بيت الحلزون” الصادرة حديثًا للشاعر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...