فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

عمود إنارة في شارع مهجور

أسامة المخلافي/ اليمن

 

ليلة باردة،
وطقس حزين يشبهني،
وحدة بائسة،
وقلب مرتجف،
أنين خافت،
شتات فكر،
وضياع كلمات،
هروب أحرف،
نبض مرتبك
ولحظات عابرة بوتين القلب
تشبهني.. مفاوضات الأحزاب المتنازعة على كرسي النفاق من أجل إحلال السلام
عمود الإنارة في شارع مهجور
يشبهني أيضا
كل الآخرين المتكدسون على رصيف المتعبين…. يشبهونني
قلمي مشرد في شوارع وأرصفة الكلمات،.
وابل من الأسى،
وآهات طويلة،
حفل ذكريات يقام في رأسي الآن،
ثمة أشياء مؤلمة عالقة في غياهيب الذاكرة.
شيء ينتزع من روحي ببطئ،
وصوت مخنوق متقطع الأنفاس
بحة ألم مختلفة منقطعة النظير وصوت صدايَّ يردد………
خذلوني……
مصابون كثر عالجتهم
كان قلبي قسم الطوارئ
وكان ضميري طبيبهم
جرحوني…..
وأنا من أخاط بيديه جراحهم.
طعنوني…..
وأنا من انتزع الخناجر من أوساط قلوبهم.
حجبوا النور عني…..
وأنا من أضأت قلوبهم المعتمة.
همشوني…
وأنا من أحييت نبض وجودهم.
اعتقلوني…..
أنا من أخرجتهم من زنازينهم.
تركوني وباعوني……
وضربوا بوعودهم عند أقرب حائط.
ساذجون
نسوا أنني وحدي من كان يأبى أن يميل خوفاً على اتزانهم
ووحدي كنت لهم
كتف ثالت،
ووطن آخر.
ساذجون هم الخاسرون
وحدي من كانت نفسي أولى بي.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *