بسمة شيخو
أحبّ رجلاً عادياً
متوسط الطول
كثّ الحاجبين
عريض الابتسامة
بعينين لامعتين
رجلٌ عادي يتسع كستارة ويغطي العالم من حولي
يضيق كخاتم ويلتف حول إصبعي
فتزدحم الهداهد من حولي
رجلٌ عادي
يسحب خيوط الضحك من بين أسنانه ويحوك سجادة لي
رجلٌ عادي
جعلني أرمي مصباح علاء الدين
وأمزّق بساطه السحري
يداه تحملانني فوق الغيم،
الشمس معلّقة بصفوة سيجارته
تضيء بين أصابعه
ينفضها في البحر معلناً مغيباً يجرّ وراءه شروقاً قريباً؛
يغني في الطرقات
وككلّ حياته لا يخرج عن الإيقاع،
رجلٌ عادي
شاهقٌ كنخلة
وقريب كورقة خريف ترقص أمامي الآن
أكتب بيده عندما أتعب
وأستعير قدميه طوال الوقت
رجلٌ عادي
لا يملّ أحاديثي المكررة
وتذمّري المستمر
ولا يملّ من الغضب منه؛
رجلٌ عادي
يضحكه جنوني ويخيفه
يحب عشقي له
يضحك وهو يراني أتأمّله باهتمام
تفرحه عيناي وهما تراقبانه طول الوقت
ينصت لي وأنا أتلو تفاصيل وجهه كذكرٍ مقدّس
أستطيع رسمه غيباً
بنفس عدد الرموش والمسامات
وبآثار الدموع التي هربت خلسةً أثناء النوم
هو الشعرة التي ترجّح كفة الفرح
هو الخيط الذي يمسك حلمي لئلا يطير بعيداً
هو الرجل الوحيد الذي جعلني عاشقة
رجلٌ عادي
عصبي المزاج
يلوّح لي كأشجار طرقات السفر
أتعلّق بثوبه لئلا يبتعد وأتيتم من بعده
رجل بمفاتيح كثيرة لكل الأقفال
هو رجلٌ عادي بكلّ الرجال
رجلٌ عادي
يحمل العالم في جيبه
ويكمل صفير أغنيته.
20/12/2017