عصري مفارجة
قبل بضعة أعوام
لم يكن في بيتنا إنترنت
كان أبي يتابع أخبار السياسة أوّلاً بأوّل
لذلك يشتري الجريدة يوميّا
وكنّا نتحايل عليه
أنا مثلاً أسرق صفحة الرياضة
أخي يتناول صفحة ( الكلمة الضائعة )
أختي الصغرى تقصّ صفحة الإعلانات بحثاً عن وظيفة
أمّا أمّي فعلاقتها بالجريدة كعلاقتي بالحكومة سطحيّة جدّاً
و هكذا نوزّعها بيننا
يوما ما..
عاد أبي من المدينة متأخّراً
ومن العجلة التبستْ علينا صفحات الجريدة
أبي مثلاً تناول صفحة الرياضة والمشاهير
أخي وقعتْ في يده صفحة الإعلانات
أختي الصغرى قصّت بالخطأ صفحة الكلمة الضائعة
وأنا بُليتُ بالسياسة و الأخبار الكاذبة
من بعدها..
انقلبت الأمور علينا
وقع أبي في حبّ ( شارابوفا ) فطلّق أمّي وصار من هواة التنس
وتشردنا بعدها جميعاً
أختي حتى اليوم _ نبحث عنها _ ضائعة
وأخي المسكين موظّف الآن في الجريدة ذاتها حارساً
وأمّي كلّ صباح تلمّ صفحات الجريدة
و تلمّع بها قلوبنا
أمّا أنا مع مرور الوقت و الخبرة
صرتُ جحشاً كبيراً