صدام الزيدي

عن “دار إرفاء للنشر والتوزيع” بجدة السعودية، صدرت حديثًا للشاعر اليمني قيس عبد المغني، مجموعة شعرية هي الثانية له بعنوان “تعالي إلى صدري ولو على هيئة رصاصة”.

احتوت المجموعة (التي تتواجد حاليًا ضمن معرض الرياض الدولي للكتاب) على (123) نصًا توزعت على (128) صفحة من القطع الوسط.

وصدرت “تعالي إلى صدري ولو على هيئة رصاصة” بعد مجموعة أولى بعنوان “أقول أنا.. وأعني لاشيء” كانت صدرت لقيس عبد المغني (وهو من أهم كتاب القصيدة الأحدث- النص الجديد اليمنيين الشباب) العام الماضي عن مؤسسة فكرة للنشر والثقافة والإعلام.

***
كنت مدرسًا للرياضيات
ثم جاءت الحرب
و سقطت الطبشورة من بين أصابعي
نزحت المعادلات
و تشردت الأرقام و تفرقت المصفوفات والقوانين المهيبة.
رأيت بنفسي جدول الضرب يضع حقائب كبيرة في صندوق سيارة أجرة ويختفي معها..
كنت مدرسًا نشطًا للرياضيات
و اليوم و بعد مرور خمس وعشرين ألف جثة
على بداية الحرب
ذهبت إلى المدرسة لأول مرة
تسلقت ركامها بمشقة
و صعدت على ظهر حصتي الأخيرة..
من هناك
وقفت أراقب -بارتباك تلميذ-
سربًا آخر من الأعداد الطبيعية و هو يهاجر نحو المشافي
و المقابر
و القنوات الأخبارية البعيدة.
                                      * من نص: (رقم مذعور).