فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

قصائد إلى يحيى الشيخ

صلاح فائق

 

زارني قبل أيام نهرٌ من بلدي القديم
لم أعرفهُ لاجئًا في مدينة قريبة إلا في ذلك اليوم
حالما تيقنتُ من ذلك دعوت قراصنة وسمّاكين
من جزرٍ كثيرة ليحتفوا به: جاءوا وملأوا مياهه
بأسماكٍ شفافةٍ وملونة تضيء في الليل
هذا أفرحهُ- نام عندي حتى الفجر
غادرَ دون أن يودعني، لكني كنتُ أراهُ
بعينٍ واحدة، يبتعد نحو مدينتهِ الجديدة

*

ما ينقصني في هذا الوقت؟
ربما خفاشٌ هاربٌ من دير
بعدما خابَ من ضجيج النواقيس
وتراتيل أشباحِ منتصف الليل.
فضولي حولهُ لا يشجعني لأخرجَ
وأبحثَ عنه. فهو سيأتي:
مكانهُ خالٍ في هذه القصيدة

*
غرفتي بلا ستائر
بابي بلا قفل
لا أملكُ مصباحًا ولا شمعةً لليل
شروقُ الشمس يكفيني
أنا بلا كتب، لا أستلمُ رسائلَ من أي مكان.
يا يحيى الكل يعرفني هنا عاملًا قديمًا
في منجم، محاطًا بمرايا لا أراني فيها،
عزلتي تذهبُ للنزهةِ مرة في الأسبوع
أقفُ خارج البيتُ، أنتظرها حتى تعود
لا أغضبُ لهذا السبب
أو لأي سبب

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *