حسن حصاري
أنظرُ إليَّ بعينٍ واحِدة
ولأنكِ أنتِ ..
منْ أورقَ أنامِلي
بِعُشبِ البحرِ،
منْ جسَّ نبضاتِ قلبٍ
طاعنٍ في اللهفةِ
حينَ العينُ تغفو
على وِسادةِ أفقِ الاِفتِتانِ،
اعتدتُ كل ليلةٍ
أنْ أقطفَ أحلامي
منْ سَلةِ الذاكرةِ،
وألقي بها إليكِ
منْ نافذةِ الروحِ
فأنا لستُ لا أحدَ
لا أحدَ يُشبهُني..
أنظرُ إليَّ
أنظرُ ..
بِعينٍ واحِدةٍ
لديَّ..
زَغارِيد
اغتسِلي أيتها الزَّغاريدُ المُقبِلة
بِدمْعكِ الصَّامتِ
لعلَّ الأرضَ،
تنفثُ صَهيلها المُستكينِ
في حَناجرِ الجوْعى
لعلَّ الرياحَ المُتربصةِ،
في الأعينِ الثكلى
تقودُ أيادي
عَواصفَ البِحارِ المُتجمدةِ
في القلبِ
لهدِّ قلاع الصُّخور الرَّمليةِ
لعلَّ ..
لعلَّ
تنسَخُ كلَّ أمانينا المُنتظرَة
وتعلوا عاليا
بأجنِحةِ الوِلادة.