فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

قصيدتان

إيهاب خليفة

 

جسرٌ خشبيٌّ في الذاكرةِ
============

أنتَ توءمُنا الملتصقُ بنا مِنَ الرأس ِ أيُّهَا الغرقُ لمْ تكنْ انقلابًا عسكريًّا فاجأنا لمْ تكنْ مطرًا موسميًّا لمْ تكنْ نزوة ً أولَ العمر ِاختطفْتَ مِنـَّا الطفولة َ  في ظروفٍ غامضةٍ واقتدْتـَها منكوشة َالشعر إلى حزن مجهول؛
لتدفعَ بها في النهايةِ  مِنْ فوق ِجِسْرٍ خشبيٍّ في الذاكرةِ. بعدهَا فتشنا دولابَ الفرح ِ فوجدناهُ خاليًا.. حتى مناديلهُ القزحية َ  لمْ يتركْ لنا مِنهَا واحدًا! ​

يوما آخر كانَ لصُّ الزمن الملثـَّمُ يَخطِفُ أسناننا اللبنيَّة َ في حضورٍ باهتٍ للشمس
… بعدَ سنوات رأينا انهيارَ سدودٍ عديدةٍ
ورأينا أشجارًا تنزحُ خارجَ أعمارِنا ، وحفرًا عميقة ًفي الروح ِ  تؤنسُهَا شهوةُ البكاءِ
بعدَهَا ترجَّلَ نحونا رملٌ،  ورأينا أشباحًا تشبهنا تغوصُ شيئـًا فشيئـًا باتجاهِ أرض ِ الشيخوخةِ المقدسة!

 

إبريق خزف يصب الوداعات..
================

منذ قرون من النحيب، والبحرُ مَاش ٍ في جنازةٍ بلا جثامينَ، والنهارُ يخسرُ مرافعاتِهِ في محكمةِ البكاءِ وفيلُ الدهشةِ يلعبُ كرجل سيركٍ بالموتِ،
والميلادِ،
وعلاماتِ الترقيم،
ويتلقفها بأصابعِهِ الممغنطةِ,
والسمكُ جسرٌ معلقٌ مرَّتْ عليهِ قافلة الألوان,
والمقاهي رشـَّتْ أعمارًا على رَمْلِ المجرةِ,
وأقمارٌ مشتْ بلا مشاعرِهَا,
ونحن صَبَبْنـَا خمرتنا في فم الذاكرةِ, وقمنا بلا معاطفِنا  متدثرينَ بالبردِ،
ثمُّ اشتعلنا كمكتبةِ ذخائرَ مرَّ عليها برابرةُ حربٍ,
ودفنوا ما تبقى منها في النهر,
مخلفينَ وراءَهُمْ
إبريقَ خزفٍ
يصبُّ الوداعاتِ!!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *