إيهاب خليفة
جسرٌ خشبيٌّ في الذاكرةِ
============
أنتَ توءمُنا الملتصقُ بنا مِنَ الرأس ِأيُّهَا الغرقُلمْ تكنْ انقلابًا عسكريًّا فاجأنالمْ تكنْ مطرًا موسميًّالمْ تكنْ نزوة ًأولَ العمر ِاختطفْتَ مِنـَّا الطفولة َ في ظروفٍ غامضةٍواقتدْتـَها منكوشة َالشعرإلى حزن مجهول؛
لتدفعَ بها في النهايةِ مِنْ فوق ِجِسْرٍ خشبيٍّ في الذاكرةِ.بعدهَا فتشنا دولابَ الفرح ِفوجدناهُ خاليًا..حتى مناديلهُ القزحية َ لمْ يتركْ لنا مِنهَاواحدًا!
يوما آخركانَ لصُّ الزمن الملثـَّمُيَخطِفُ أسناننا اللبنيَّة َفي حضورٍ باهتٍ للشمس
…بعدَ سنواترأينا انهيارَ سدودٍ عديدةٍ
ورأينا أشجارًا تنزحُ خارجَ أعمارِنا ،وحفرًا عميقة ًفي الروح ِ تؤنسُهَا شهوةُ البكاءِ
بعدَهَا ترجَّلَ نحونا رملٌ، ورأينا أشباحًا تشبهنا تغوصُشيئـًافشيئـًاباتجاهِ أرض ِالشيخوخةِالمقدسة!
إبريق خزف يصب الوداعات..
================
منذ قرون من النحيب،والبحرُ مَاش ٍفي جنازةٍ بلا جثامينَ،والنهارُ يخسرُ مرافعاتِهِ في محكمةِ البكاءِوفيلُ الدهشةِ يلعبُ كرجل سيركٍ بالموتِ،
والميلادِ،
وعلاماتِ الترقيم،
ويتلقفها بأصابعِهِ الممغنطةِ,
والسمكُ جسرٌ معلقٌ مرَّتْ عليهِ قافلة الألوان,
والمقاهي رشـَّتْ أعمارًا على رَمْلِ المجرةِ,
وأقمارٌ مشتْ بلا مشاعرِهَا,
ونحن صَبَبْنـَا خمرتنافي فم الذاكرةِ, وقمنا بلا معاطفِنا متدثرينَ بالبردِ،
ثمُّ اشتعلنا كمكتبةِ ذخائرَ مرَّ عليها برابرةُ حربٍ,
ودفنوا ما تبقى منها في النهر,
مخلفينَ وراءَهُمْ
إبريقَ خزفٍ
يصبُّ الوداعاتِ!!