فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

نصوص

فؤاد مهنا/ العراق

 

(لقاء صغير)
أفضل أن نحب بعض الجوِّ هادئَ هذه الليلة
والبرد يصفع الشبابيك بهواءٍ رتيب يرسم ربيعاً.
لازوردي يقف أسفل الشرفةِ
العصافير تزغرد بحناجرَ
ناعمةٍ على الأغصانِ الرطبةِ
بسائلِ المشمشِ المجعوصِ
الوطاويطُ تلعق خلية النحل بلسان بالغ الملمس
هُناك من بين الأدغالِ تظهر
أضواء المدينة وأصوات السيارات خافتة
النجوم يخبّئها الرّب أسفل غيمةٍ كبيرةٍ
تلاصق فم السماء
المطر ينهمر كلعابٍ من فمِ أدردٍ
الأمواج تتراصف أعلى الضفة فيفيض
الزبد على اليباسِ وينصهِر العالم كعلبِ بلاستيك كبيرة أمام الشمس التي يلدها
الجبل كل صباح
حينها هكذا تبدو الأرض لزجة وأتمنى لقاءَ صغيراَ.

 

( أصابع مخصصةٌ للندم)

لنحب بعض الموت يرقص في الشوارعِ
الصبية تصفق لهُ وتركض
العجزة يتكئون على شرفةِ أيّامهم الراقصة على خشبة النحول و الموت
قطط تأكلُ جثث الجنود في الحربِ
والتراب يتطاير بين أرياف أجسادنا حتى نموت متخمين في مساء فاغر من الحب
تلتقط رؤوسنا و بقايا أجسادنا المقيتة
أوباش
رأس مالية
إنتحاريين
ناحِتي ضجرٍ
قديسين
دراويش يعلنون الجنون
يسرقون أعيادنا و البهجة ويعطونا أصابع أخرى
ننتخب بها من يسكب لنا حساء ذلنا أكثر
اصبعٌ خامس
اصبعٌ سادس
اصبعٌ سابع
لما ياصديقي كل هذه الأصابع؟
لنعضّها عندما نندم غداً.

 

(رجل دون ظل)

الأشياء الممتعة أكثر جدوى بالحزنِ
أكثر جدوى بالموتِ حتى
مثلاً..!!حجول الذهب التي تلبسها
الشقروات أسفل
أقدامهن تجعل الأطفال المتسولين
ينظرون الى الأعلى الى الإله
ويضحكون حزنناً،!
اللعب في البنادق وصيد
الطيور يبدو ممتعاً
وتمريناً لطيفاً قبل أن تصب
أخاك في قعرِ صدرهِ،!
الوقوف بمحاذاة الشجرة لينعدم
الظل هكذا تبدو مسلية الغميّضة مع ظلا
لكن تبدو أكثر حزناً عندما تتذكر من
الشخص الوحيد الذي لا يملك ضلاً في العالم
وكيف قتل هو و الله في نفس الليلة!

 

(رقصة الملائكة الأولى على الحلبة)

الأضواء ناصعة و التصفيق مشتد والزغاريد تعتلي
المنصات والأزار يرفع السقف و يطرحه
بهدوءٍ بالغ الإنتباه
يصعدان الحلبة رجل و أمرأة
يتصافحان على بغضٍ
يرفع أحدهم الآخر السيف يتبارزان
الحكم يثمل على صوت السيوف المتصافحةِ
الدماء تتقافز بين كل ضربةٍ وأخرى
حتى تتثلّم سيوفهم و تسقط هاوية
الشمس تبزغ من فوق رأسهم
الكلاب تعوي على جانب الحلبة الجماهير
هرولت بالركض الى بيوتهم
الحكم يجلس في بيته ويشاهد
بعد ثلاث عشر ساعة
غارقة بلون الدم
وقفا بصمتٍ باهر ثم تصافحا وضع
يدهِ على خصرها
وهي تضع يداها على كتفيه
وعج الرقص وأنهمر الشيطان حزناً وضحكت
الملائكة لأول مرة في الحلبة.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *