إيهاب شغيدل/ العراق
كنَّا نحبُّ الشتاءَ الذي يتركُ الكثيرَ
من الجداول الصغيرة
تنعمُ بحيواناتٍ لا نعرفها،
الحياةُ تُصبحُ ملعباً للتزلج،
ننزلقُ من أعلى الزقاقِ إلى الساحةِ
تاركينَ الطينَ يلتصقُ كما يجب،
أحبُّ مشهدَ الغيومِ هذا
وهي تتدافعُ لتفريغِ حمولاتِها
على بيوتٍ قدْ تزهرُ سطوحُها ،
رائحةُ الطينِ تلك تجعلُ العالمَ طبقاً شهياً
يكتملُ عندما تُصبحُ الحياةُ فرناً في الصيف،
المواسم تتركُ تصوّراتٍ جادةً عن الأشياء
رغم أنه لم تكنْ هناك شجرةٌ
لنميِّزَ الخريفَ ولا جسرٌ لنعرفَ
أنَّ الإنسانَ قدْ تطوَّرَ حقيقةً،
كنا صغاراً أقصى ما نصلُ إليه
عشرَ كراتٍ زجاجية،
بينما أقسى ما في البلوغِ هذا
هو أنَّكَ لمْ تعدْ قادراً على التلصصِ
على ابنةِ الجيران،
لقد كنَّا عدّائين
في نقلِ الأخبارِ والحوادثِ،
نتنابزُ بالألقابِ المضحكةِ
فرحين نتكاتفُ في العُطلِ
لابتكارِ ألعاب جماعية
لا تؤمنُ سوى بالمهارة،
ذلك الاطمئنانُ لا أثرَ له الآن،
بعدَ موسمٍ طويلٍ
أخذَ الكثيرَ من الأولاد
الى التبغ والنسيان
ورمل المدينة البعيدة.