فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

عن نافذتي المتألمة من زلزال

صلاح فائق

 

أكتبُ عند الفناء الخلفي لبيتي
عن رجلٍ يغني في إحدى الروايات
بعدما غرقتْ سفينته وانقذه كلبه الجريح
ينبغي ان اتذكر هذه القصة حتى بعد سنوات
مثالا عن الجمال.
لا يغير قناعتي هذه، إرتدائي معطفي الابيض
وتوجهي الى عرسٍ في قريةٍ بعيدة
انتبهُ الى هواءٍ يدور حولي، كانه يبحثُ عن
طفله الضائع.
اسالهُ ما يريدُ، لا يجيبُ.

*

أخيرا اخلو من اوهام العدالةِ
التي لا يعرفها نسرٌ او ثعبان
بذا يزولُ قلق المدنِ
من مسيراتِ محكومينَ ساعة الفجر.
لتتخلص من هذا، عليك قبول نداء البحر
وحده ما بقي لك من الايام:
منه تعلمتُ لا خير في اي مكان
وانما شرٌّ اقل
والمطلقُ حين يحيطُ راسك الخارجِ منذ ايام
من مجاهل حياتك الغريبة
فلكي تنتبه الى واجبك اليومي ـ
تزيل الاذى عن شجرتك الوحيدة
ثم تمشي مع الفجر في طريقٍ للذئاب
بعدما تمطيتَ طويلاً في الفراش

*

أبدأ كتابتي، سامعاً لغطاً من وراء الباب وشتائم
هذه لحظاتي الاخيرة قبل ان اتمّمَ ما بدأتُ
ثقتي مؤكدة، متعجرفة قليلاً
فما زلتُ خائفاً من زلزال الامس
واظن نافذتي متالمة ايضاً.
انا هنا لأعبّرَ عن نفسي ليس بالكلمات
وانما بالهمسِ، مستعيناً بفمي الكبير
بينما مصباح هذه الغرفة يضيء نصفها الآخر
ويبقيني في الظلام
لذا آوي الى فراشي قبل ان يهدني تعبٌ او إعياء
مثل رجلٍ عجوز.
في هذه القصيدة، التي لم اكتبها بعد،
اتلمسُ طريقي، من مقطعٍ الى مقطع
بركبتينِ ملتويتين واحاول جهدي ان اوجه قصيدتي
نحو الليلِ واسخرَ من مصائب هذه الحياة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *