فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

أخبار ثقافية

“أناشيد الغيمة المارقة” أنطولوجيا الموجة الأحدث في قصيدة النثر المصرية

صدام الزيدي

 

ضمن إصدارات مجلة “نصوص من خارج اللغة” و”شبكة أطياف الثقافية للدراسات والترجمة والنشر” بالعاصمة المغربية الرباط (اللتان يرأس إدارتيهما الشاعر والأكاديمي اليمني المقيم بالمغرب أحمد الفلاحي)، صدر حديثاً كتاب بعنوان “أناشيد الغيمة المارقة: شعراء الموجة الأحدث في قصيدة النثر المصرية” من تحرير وتقديم الشاعر المصري مؤمن سمير.

يضم الكتاب على امتداد 270 صفحة من القطع الوسط بالإضافة إلى مقدمة موسعة للشاعر مؤمن سمير، قصائد لـ148 شاعراً وشاعرة مختلفي المشارب والمسارب الشعرية يغطون المشهد الشعري الحداثي الجديد في مصر.

وتطمح الأنطولوجيا (وفقاً لمؤمن سمير) لتقديم صورة بانورامية للمشهد الشعري الحالي في مصر وتثبت أنه مشهد مَوَّار وثري ومترامي الاتجاهات والأشكال والتقنيات والتوجهات عن طريق تقديم نماذج من أشعار ما يزيد عن 140 تجربة شعرية توهجت في الوقت الحالي لتشكل (معاً) مشهداً لشعرية لها خصوصية وتفرد يميزاها عن باقي الشعريات العربية. والأنطولوجيا بهذا التوجه هي محاولة لسد النقص في الرصد بما يفيد الباحثين والشعراء والقراء على السواء- حيث توقفت الأنطولوجيات السابقة عند جيل التسعينات في الشعر المصري وظل الجيل الحالي وهو المغامر والمتجاوز، والحالة الشعرية الحالية وهي المحتدمة والمتوهجة، بلا تأطير.

وأوضح الشاعر والباحث مؤمن سمير أن الكتاب كان في الأصل ملفاً نشرته مجلة “نصوص من خارج اللغة” (ضمن سلسلة ملفات شهرية أصدرتها منذ انطلاقتها منتصف العام 2017. وهي ملفات سلطت الضوء على الشعر الجديد في عدة بلدان عربية وعالمية واحتفت بأهم أسمائه من الشعراء)، ثم تم توسيعه ليتحول إلى أنطولوجيا لشعراء قصيدة النثر المصريين في الجيل الحالي ما بعد الأجيال الثلاثة الكبرى في قصيدة النثر المصرية وهم جيل السبعينات وجيل الثمانينات وجيل التسعينات.

ولفت “سمير” إلى أن “أناشيد الغيمة المارقة” متوفر حالياً بمصر، حيث يقوم بتوزيع الكتاب في مصر “مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات” 4 شارع العلميين- عمارات الأوقاف – الكيت كات – العجوزة.

وأفاد “مؤمن سمير” في تصريح لـ”فضاءات الدهشة” أن غلاف الكتاب عبارة عن إهداء رقيق من المترجم د.طاهر البربري. معبراً عن شكره لرئيس تحرير مجلة نصوص من خارج اللغة الشاعر أحمد الفلاحي “الذي كان لفكرته عن إعداد ملف عن شعراء قصيدة النثر المصرية الأحدث، استمراراً لملفات تنشرها المجلة تتناول عدة بلدان، أثراً جميلاً، ثم لتوجهه لأن تصدر هذه الملفات منفردة ضمن إصدارات المجلة، ثم لموافقته التي كانت مفاجئة بالنسبة لي، على أن أضم قصائد لأسماء أخرى ليتحول الملف الذي كان مجموعاً وجاهزاً ككتيب يصدر كملحق مع المجلة، إلى كتاب منفرد يبلغ 270 صفحة ويضم قصائد لـ 148 شاعراً وشاعرة، ولسعة صدره في مراحل المراجعة والإضافة والتدقيق وصولا إلى الصيغة النهائية التي خرجت بها الأنطولوجيا. وهنا أوجه تحية للصديق الشاعر أحمد الفلاحي (يضيف مؤمن سمير) على مبادرة إطلاق الكتاب من مصر وتخفيض سعره ليناسب السوق المصري وغير ذلك من التفاصيل التي قدمت نموذجاً لمثقفٍ ومبدعٍ نبيل وإنسان حقيقي كما قدمت برهاناً على احتفاءه بالتجربة المصرية في قصيدة النثر (كما هو اهتمامه ومحبته وإخلاصه لقصيدة النثر العربية وهو أحد كتابها المميزين)”.

 

 

*مقتطف من مقدمة الكتاب:

بحرٌ عَصيٌّ، تَحرسُهُ غَيْماتٌ ماكرة
ترتبط تجارب المجموعة الأخيرة من شعراء قصيدة النثر المصرية بسماتٍ عدة، إجرائية أو جمالية، فتتميز مثلاً هذه المشاريع الإبداعية بالأفق المفتوح الذي يرابط أمام نوافذها ولا يتوقف أبداً عن رفدها بالحياة والتنوع الخلاق وكذا بعدم الخضوع لصرامة التصنيف الذي وَسَمَ الموجات الثلاث الكبيرة وأعني بهم جيل السبعينات وجيل الثمانينات وجيل التسعينات (سنضطر كما اضطر غيرنا أن نغض الطرف عن زيف وعدم دقة المفهوم الجيلي العَشْري وجاهزيته كلما كنا بإزاء محاولة للنظر أو إعادة النظر في تجارب شعراء قصيدة النثر المصرية) حيث ترتبط التجارب الأخيرة في فترة ما بعد هذه الموجات المتميزة، بالسيولة من حيث إمكان انضمام أسماء وتجارب جديدة كل يومٍ وكل ساعة، و بتفلُّت انتماءاتهم الفنية من التأطير والقولبة في جماعات شعرية أو تحت أي علامة رمزية تكون مؤشراً على تَوَجُّهٍ فني بعينه، وبعدم الحماس إزاء فكرة التراتبية المرتبطة بالمناطق الشعرية المطروقة قبلاً حيث يُلَمِّح ويُصرِّح العديد والعديد من أصحاب هذه التجارب – في تحقيقات أدبية أو حوارات أو شهادات الخ – بعدم الاعتداد بفكرتَيْ البناء على المنجز الشعري السابق وكذا مسألة النَسَب الفني لهذه التجارب وهل تعد امتداداً ورافداً لهذه الشعرية أو لتلك من عدمه… حتى أنَّ تَوَهُج معنى ومبنى ارتباط اسم الشاعر بمشروع خاص ومتميز في الشعرية المصرية أو العربية قد لا يصمد كثيراً كغاية أو مبتغى متوهج أو طموح طبيعي ومشروع وسط إدراكهم الحاد لتسارع وتيرة الحياة وصعوبتها وتقلب الأمزجة الملعون.. إنهم أبناءٌ فقط لواقعهم الملموس وتجاربهم الخاصة ولا يدينون إلا لاتساع مفهوم ونطاق وآفاق الشعرية التي تتيحها قصيدة النثر ولا ينتمون بالضرورة لفكرة أن يطور اللاحق السابق بالمغايرة والاختلاف. إن كلاً منهم يطور مسارات شعريته دون أدنى اعتبار لأي تشابه وتقاطع أو حتى تنافر، مع المنجز السابق وبهذا فهم لا يقصدون إلا رحلة جلودهم وأرواحهم وأبصارهم إلى “إيثاكا” المراوغة التي تتحول وتتحور كل يومٍ باختلاف ملامح الأشعار وأرواحها، هذه الرحلة التي لا تكترث كثيراً لاقتراب طرقها وشوارعها من الألفة مع أرواح تجارب وشعريات متحققة أو حتى ابتعادها سنواتٍ ضوئية عن صور وأصوات وروائح الآخرين.. لم تهاجم الأجيال الأحدث إذن الأجيال الأسبق كما فعل أفراد كل موجة سابقة ولم يدعي الشعراء كذلك امتلاك تصورات وتوجهات فنية خاصة قاطعة تطمح لوسم مشاريع واتجاهات بعينها قد تخص مجموعات وأفراداً، بالتمايز والاختلاف والانطلاق من بحار جديدة.

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *