فخري رطروط

لماذا أكتب؟ 
—————-
أكتب لأواسي نفسي.
أكتب لأنقذ العالم.
أكتب لأن شيفرة هذا الوجود لم يحلها أحد بعد.
أكتب لأني لا أتقن شيئاً آخر .
أكتب لأني مجبر على مقاومة الزمن.
أكتب لأني أملك الكثير من الكلمات المزعجة والطريقة الوحيدة للتخلص منها هي دفنها في نص.
أكتب لأن هناك طاقة بين مكونات الكون لا يلتقطها إلا الشعراء، هذه الطاقة مفيدة للبشرية.
أكتب لأن لا شيء مجاني على هذه الأرض، والكتابة ثمن هذا الجمال.
أكتب لأن الكتابة مهنة مقدسة حث عليها الرب.
أكتب لأن الأنبياء انقرضوا.
أكتب لأن الكتابة رسائل استغاثة.
أكتب لأن الشعر محاولة أخيرة للتشبث بهذا العالم المسرع.
أكتب لأن الشعر يمكن أن يتحول إلى مهنة في المستقبل.
أكتب لأن قالب الثلج عمره قصير.
أكتب لأن الكتابة شعلة يجب أن لا تنطفئ.
أكتب لأنها الطريقة الوحيدة للصمود.
أكتب لأن العالم سيتحطم.

إن توقفتُ عن الكتابة:
الطيور لن تهاجر إلى المياه الدافئة
الحروب لن تتوقف
النساء الجميلات لن يجدن طريقة أخرى لتخليد جمالهن
الشمال سيكف عن أن يكون شمالا
لن تتفتح الزهور
سيتمرد الموتى
لن يجد المهاجرون قارة جديدة
سيختنق البحر
سيصطدم القمر بالشمس
ستتداخل المجرات
لن تتقن الحيوانات بياتها الشتوي
ستولد القنافذ بلا أشواك
سيدوسنا حمار الميتافيزيقي
لن تستطيع الذرَّة السيطرة على إلكتروناتها
القبائل لن تكيد لبعضها
سيتحول عنترة إلى إنسان أبيض بارد لا يعرف معنى الحب
ستشتعل حروب داحس والغبراء والبسوس
لن أعرف يدي اليمنى من اليسرى
ستنسى عقارب الساعة طريقها
ستتوقف المياه عن الجريان في المواسير
ستموت الريح وتسقط على رؤوسنا جثث الغيوم الثقيلة
ستصاب المدن بالكوليرا والكوارث
لن يستطيع أحد إشعال النار
لن يكون ١+١=٢
ستنهار الأهرام