سمير بية

قالت شجرتي أنت لست شاعرا
إذا لم تضمني إليك أكثر
لتركض تحت جلدك أغصاني بتفاصيلي الصغيرة
وتضع عصافيري بيضها في أعشاش صدرك
إذا لم تفرط في تقبيلي كما ينبغي
لتحمر أوراقي في شفتك العليا
و تهرول شراييني إلى ينابيع شمسية في شفتك السفلى
إذا لم تمتص لساني جيدا
ليخضر ظلي
و ترشد ذراعاي الشمس إلى جدول في لسانك
إذا لم تسكب البحر في كفي بعناية
ليغور الماء في سرتي و تكتفي بحمام شمسي بين نهدي
إذا لم تجلسني على ركبتيك برفق
لتتسلق أصابعك ظهري
و تعلق فراشة شغفك أعلى كتفي
إذا لم تضع رأسك على ركبتي بسلام
لتسيل آلاف الأنهار الضوئية في حجري
و تصفق في قدمي بحيرات جبلية
ها أنا يا غابتي
أضمك أكثر
فيينع جلدي أكثر في مواسم الغبار
و أكثر تزقزق فراخك في رئتي
ها أنا أقبلك كما ينبغي
و كما ينبغي أحمر من عضة أوراقك شفتي العليا
تهرول شفتي السفلى إلى ينابيع شمسية في شرايينك
ها أنا أمتص لسانك جيدا
و جيدا يخضر ظلي
تسيل الشمس و ذراعاك جدولا من لساني
ها أنا أسكب في يديك البحر بعناية
و بعناية في سرتك نسبح أنا و البحر
لا نكتفي من شمس بين نهديك
ها أنا أجلسك على ركبتي برفق
و برفق يقضم ظهرك أصابعي
تحلق كتفاي مع فراشات شغفك
ها أنا أسلم رأسي لركبتيك بسلام
وبسلام تثقب جمجمتي أنهار ضوء من حجرك تسيل
تصفق أقدامك في بحيراتي الجبلية
قالت شجرتي
أنت الآن شجرة شاعرة انفجرت في رأسي
إذن سأحرص على جمع أشلائك
جلدك
صدرك
شفتك العليا
شفتك السفلى
لسانك
ركبتيك
أصابعك
ظهرك
رأسك
لأعلقها مروحة شمسية لظلال ذاكرتي

2021/01/28

*شاعر من تونس.