فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

قصة وسرد

رقصة قلم

لبنى باحشوان

 

سبابة، إبهام، ووسطى تحتضن قلماً متعباً.

عينان بنيّتان شاخصتان إلى ورقةٍ بيضاء ممدَّدة أمامه..

 

يبدأ الكتابة، بينما يده الأخرى وبحركة لاشعورية وبعبث تداعب شعره الأجعد، متوتر! 

يتمايل القلم منساباً فوق الورقة البيضاء كراقص “الباليه” على الثلج

بتناغمٍ وبحريّةٍ، يُسلِم جسده  لأصابع الهجس، ولموسيقى الحبر التي ترقصه كيفما تشاء.

فجأة يخطفها بقوةٍ، ويجعّدها بكلتي يديه، وكأنه يودُّ أن يُنهيَ تلك الرقصة الفرديّة

والتي كان مقرراً أن يرقصاها معاً؟!

 

بعجالةٍ يأخذ الأخرى، ويبدأ رقصته منفردا، يشدّ بأنامله على قلمه كمن يراقصه!

فينصاع له.

 

من النافذة ليلٌ يلوّح بالأفول، والغسق يطلّ برويّةٍ، إنّه لا يريد أن يزعج الراقصين…

يزمّ شفتيه، وتقسو عيناه ليكون الرقص أكثر عنفا، يتمايل القلم بعنفٍ

هنا..

وهناك..

ينهال فوق الورقة

ليعود لمزاجيته ويرقص “التانغو” ؛ ف”الباليه” أكثر رقّة وهدوءاً، وهذا ما شعر  به قبيل مطلع المساء.

وكأنّ للمساء رقصةً خاصّةً يتفرّد بها!!

 

لا يدري ما يكتب بالضبط؟ فقط يحاول أن يفجّر  كبته..

يزفر بقوة. 

(هي إشارة لتغير مسار الرقص)

يعود لرقصة “الباليه” وتخفّ نظرته؛ لتُظهر بعض الحنان الممزوج بالقسوة كفجرٍ يُقبل من حنايا ليل أسير.

 

يخفف من إمساكه كمن وعى أخيرا أنّ مراقصته قد أوجعها من شدة قبضته عليها.

 

يُفلت القلم فوق الورقة، 

 

وأخيرا 

انتهت تلك الرقصة الجنونية!!! 

 

 عاد بعينيه؛ لينظر ورقتة ويتفحّص ما كتبه

 أو بالأحرى

ليرى جنون رقصته.

 

وبدون شعور ينظر للنافذة، وكأنَّ الصبح ناداه؛ ليعلن انتهاء الرقصة..

 

                                ________________

                                          6/11/2017

تعليقان

    • يمكن ارسالها على بريد فضاءات او على صفحة فضاءات الدهشة في الفيس
      او التواصل مع الزميل صدام الزيدي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *