فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

قصة وسرد

شارع مدرم

صالح بحرق

 

انطلق بسيارته من منطقة دار سعد متوجهاالى وسط شارع مدرم.. ثمة غاية تدفعه الى هناك ..كان يخرج يده من زجاج النافذة ويلوح بها لكائنات تعبر وعيه.. والى وجوه اسحقتها سنوات الغياب.. وفي الطريق الطويلة الممتدة من الشيخ عثمان الى عدن كان يسر في نفسه بامنيته الوحيدة تبدو النظارة الطبية الكبيرة تحجب نصف وجهه ويخيل للناظر اليه انه شخص مسن.. مع انه في العقد الرابع فقط.. لكن الوجع والحزن والضغوطات تركت على ملامحه آثار سيئة.. فبدأ ظهره المحدودب القصير مثل تلة صغيرة يثب من فوقها الزمن.. ويبدو من ملبسه انه لايحتفي باهمية تناسق الالوان فبنطاله اصفر قياسا بقميصه الازرق الباحر ولون عينيه البنيين لا يتناسب مع لون نظارته البيضاء وحذاؤه الاسود لا ينسجم مع لون ساعته ولاشعره الاكرت بيد انه يحمل بين جنبيه روحا وقلبا عاشقا وهو مايفتأ طوال الطريق يدندن ب (ياطائرة طيري على بندر عدن..)
اقتربت سيارته الجديدة الاوربية التي اشتراها من احدى معارض مدينة الشحر من وسط شارع مدرم وقد استبد به الشجن حين صافحت عيناه العمارات الاسمنتية الشاهقة وبدأت طيوف الماضي تصطف على جانبي الطريق وطفق يعد العمارات واحدة واحدة من جهة اليمين حتى وقف على العمارة الخامسة وقد غمره فرح عظيم وتساءل :هل ماتزال شميم الفتاة الهندية الاصل هنا؟ البيت هو البيت الشرفات هي الشرفات اللون هو اللون شميم فقط هل هي لم تزل شميم؟
واذذاك كان يترجل من السيارة صوب امنيته تلك ولما تزل “يا طايرة طيري” تستحوذ على اعجابه.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *