ضياف البرّاق
عن وطنٍ لا يوجد:
يطبخهُ تِذكارُ الليل في المنفى البعيد
و يأكلهُ فراغُ الكلام الفارغ..
فيموتُ وحيدًا من غدٍ إلى غدٍ آخر
و يُدفَن دائمًا تحت أقدام الماضي الثقيل!
عن مُلحِدٍ طهور:
يركضُ عاريًا في ذاكرة الرمل اللاهب
بدون توقُّف..
يغتسلُ بدموع الريح اليابسة على عَجَلٍ
و يرتدي شهوةَ الأرصفة المالحة..
ثمّ بين جرحين:
يدخلُ الجنةَ ضاحكًا
و لا يدري انه في قلبِ الجحيم!
عن أُنثى عارية إلّا مِنْ الحنين:
تختبئُ مِنْ نفسها داخلَ جمجمتي
المدفونة في رأسها !
عن مجهولٍ مِثْلي:
يُولدُ من دخانٍ بعيدٍ عن الحياةِ،
يحتسي أطلالَ الوَرَقِ مع أطفالِ الأنابيب
و لا ينجو مِنْ شيء!
عن حُبٍّ تاريخيٍّ لمْ يُذكَر في سجل الجُثث
عن حقيبةِ حُلمٍ نازحٍ لن يعود..
أو عن شجرةٍ مكسورةٍ تنبتُ فوقَ ضفةِ النسيان!