أسماء جزائري

أريد معاداة كلّ أولئك الفاشلين الذّين يقدّمون لنا النّصائح في الحب كأنّما نحن كلاباً مشرّدة يدرّبونها على اكتشاف الهيروين في جيوب المجانين  ثم ينشرون كتلوجاً عن وضعيات الشفاء بالتّخلي..

أريد أن أعاديهم لأنهم يقيمون دورات تحسيسيّة لتوعيتنا من الوقوع داخل المشاعر وداخل العيون وداخل القصائد وداخل القمصان وداخل الأسرّة وداخل الألم

نحن عشاّقٌ مدمنين لا نريد صلب طول فراقنا

نريد أن نتعاطي الحب ونبيعه في الأسواق لكلّ المحرومين من حقهم في الاستيقاظ صباحاً على أصوات من يحبون ورسائلهم ورائحتهم

أولئك الذّين هزمتهم نظرة، وكسرهم بريد فارغ

أريد أن يقبض عليّ وتتعارك عاطفتي لأجل  قراءة رسالتك الأخيرة التي انقطع التيار قبل أن أفتحها

أريد أن أعاديهم لأنهم يكتبون القصائد فقط حين لا يعود في إمكانهم الحصول علينا، وأنهم يفرقون بين المرء وشعره؛ الشّعر الذّي حين شربناه نسينا صدور أمهاتنا، وأحضان دُمانا، وأوامر آباءنا

نحن العشاق أطفال متمردين، نكسر مزهريات التريث وكؤوس الآداب ونلقي بشوكة وسكين العلاقة من عاشر نصيحة.

أريد أن أعاديهم لأنهم ينامون فور وضع رؤوسهم على الوسائد، ولأنكَ فقدت رشاقتك جراء قائمة طبية من المنومات

هم لا يعرفونك حين تنسى وعودكَ فتبتكر نكتة تضعها في فمي فيذوب العتب

ولأنهم لم يقطفوا أصابع الشّك من بين أشواك الأكتاف، لم يجربوا الآلام خارج الكلام

الذين في إمكانهم دوما ضبط أحزمة أوامرهم على أجنحتنا حتى ننسى كالديكة دور التحليق

أريد أن أعاديهم لأن لهم المقدرة دائماً على  تمزيق نصائحهم بمجرد أن  نطلب منهم الإقبال  إلينا.