فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

شعر عمودي

كَآخِرِ نُقطَةٍ في الأَرضِ..

يحيى الحمّادي

 

ثَقِيلَ الرَّأسِ.. أَخرُجُ مِن دُوَارِي

وأَبحَثُ كالضَّرِيرِ عَن الجِدَارِ

.

عَصَايَ اللَّيلُ, لَيسَ مَعِي دَلِيلٌ

يَقُولُ: إِلى اليَمِينِ.. إِلى اليَسَارِ

.

وصَوتُ النَّارِ يَهبِطُ, ثُمَّ يَعلُو

أَمامِي, مِن وَرَائِي, مِن جِوَارِي

.

وعَيشِي كُلُّهُ كَبَدٌ, وحَربٌ

وأَوبِئَةٌ تُناضِلُ لِاختِصَارِي

.

فَكَيفَ إِلى الحَيَاةِ أَعُودُ مِنِّي

وطَبلُ الحَربِ دَاعِيةُ الحِوَارِ؟!

.

أَنا الكَتِفُ التي تَرَكَت ثَرَاها

مَشَاعًا لِلعَبيدِ ولِلجَوَارِي

.

حَدِيثِي عَن نِضَالِ أَبي طَويلٌ

وبَعدَ القَصفِ أَخجَلُ مِن صِغارِي

.

وبَينَ خَسَارَتَينِ أَبِيعُ نَفسِي

لِثالِثةٍ, وأَسقُطُ باختِيَارِي!

.

وأَطعَنُ بالخَسَارَةِ ظَهرَ خَصمِي

فَيَطعَنُنِي التَّوَهُّمُ بانتِصَارِي!

.

.

قَدِيمًا كانَ لِي فَرَسٌ جَمُوحٌ

يُبَادِرُ إِن غُلِبتُ إِلى الفرَارِ

.

وها أَنَذَا يَمُوتُ اليَومَ نِصفِي

بِرُمحِ أَخِي, ونِصفِي بالحِصَارِ

.

وها أَنَذَا أَخَفُّ أَسَايَ عَيشِي

وأَسهَلُ ما أُمَارِسُهُ انتِحَارِي

.

إِلى أَينَ المَفَرُّ.. وكُلُّ شَيءٍ

يُحَارِبُنِي, ويَخرُجُ عَن مَسَارِي؟!

.

.

 

ثَقِيلَ الرَّأسِ.. أَبحَثُ عَن جِدَارٍ

لِأَجمَعَ ما تَسَاقَطَ مِن إِطارِي

.

تَقُولُ الحَربُ لِي: أَفَقَدتَ شَيئًا؟!

أَقُولُ: نَعَم, فَقَدتُ أَخِي, وجَارِي

.

“أَلا فَليَنزِلُوا ماءً ومِلحًا”

تَقُولُ, وتَستَدِيرُ بِلا اعتِذارِ

.

عَلَيكَ اللهُ أَكبَرُ يا “دَبُورًا”

رَبَطتُ إِلَيهِ ثَانِيةً حِمَارِي

.

كَآخِرِ نُقطَةٍ في الأَرضِ صَارَت

بِلادِي, وهي أَقرَبُ مِن إِزَارِي!

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *