فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

شعر عمودي

هذا الحلم أثقلني

غالب العاطفي

لا شيء
لا شعرُ
لا حبُّ
لا أحلامَ
لا أملُ
متى البلادُ بغير الدمع تغتسلُ

متى … ؟
وتختنق الناياتُ في شفتي
وألفُ جرحٍ بقاع الروح يحتفلُ

يا أول الشوط
هذا الحلم أثقلني
وكلما غصتُ في معناه…
أكتهِــلُ

لمن أغني؟

وما غازلتُ أمنيةً
إلا ويسبقني في خطفها الفشلُ

لمن أغني…؟
وما في العود من وتَـــرٍ
إلا وحاصره الإحباطُ والمللُ

كأن حظي من الأشياء خيبتُها
وقسمتي من حياتي هذه الجُمَــلُ

أودعتُ آمالَ عمري كفَّ كاهنةٍ
ظنًّـا بأني إذا أحببتُ أكتملُ

وعدتُ منها بلا “خُفِّيْ حُنَينَ”
سدىً خسرتُ حربي
وضاعت من يدي الحيلُ

الآن أنزفُ
تستلقي على رئتي دبَّــابتانِ
حروبٌ فيَّ تشتعلُ

الآن أصرخُ ملءَ الصمتِ
رجعُ صدًى
:حسبُ القصيدة أن تبكيكَ يا رجلُ

الآن أحملُ أشلائي
أمرُّ على شطِّ الضياعِ
لِــثَــانٍ سوف أنتقلُ

أطيرُ في التيهِ
أشباحٌ تحدثني
إن الطريق طويلٌ
والخطى مَهـلُ

يا شهرزادُ
قطاري لا وقود له وكل درب إلى عينيك لا يصلُ

يا شهرزادُ
جراحي لا يضمِّــدُها
إلا التي كان لي في قلبها طَــلَـلُ

متى أموتُ…؟
لعل الموتَ ينقذني من الشتاتِ
أنا ما عدتُّ أحتمِـلُ

متى…؟
يقاطعني صوتٌ
كأن به نبوءةً ما
:تماسَكْ أيها الثَّـمِـلُ

سيطرقُ الحبُّ فجرًا ما نوافذنا
وكلُّ جُرحٍ قريبا سوف يندمِــل

ويولدُ الضوءُ من أحشاء غربتنا
ووحشةُ الدربِ تنسانا وترتحِــلُ

أنا
وأنتَ
وهذا الحلمُ ثالثُنا
غدًا يُحدِّثُ عن مشوارنا الأزلُ

لنكمل الدرب
لا نحتاجُ معجزةً
إن الحياة حظوظٌ
والمدى دُولُ.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *