فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

شعر عمودي

وطني العراق

رعد السيفي

 

عَجَباً لِحُلْمِكَ مَعْقَلَ الأبطالِ
تُدمى، وتنهضُ وارفَ الآمالِ
حشدوا عليكَ مِنَ القتامِ كتائباً
من كُلِّ فدمٍ خاسئٍ قَوّالِ
ظنّوا بأنّكَ تستكينُ على الأذى
خسئوا، فأرضُكَ مهدُ كُلِّ صِقالِ
أنتَ العراقُ وليسَ مثلَكَ موطِنٌ
دانى الشموسَ بعزّةٍ و جلالِ
روّتْ نُفُوسُ كُماتِهِ سوحَ الوغى
وتمرّستْ بطوائفِ الآجالِ
ونَضَتْ مِنَ الظُّلْمِ المرير صدورُها
عن غُصّةٍ مغلولةِ الأوصالِ
حسبوا بأنّكَ قَد صَمَتَّ..فأمعنوا
حتّى تفجّرَ غيظُكَ المتعالي
من كُلِّ أرضٍ بالدّماءِ خضيبةٍ
شَرَعتْ ترومُ فخارَ كُلِّ عوالِ
أرضُ العراقِ ولم تزلْ تلدُ الفدا
بِمهابةٍ كَفّتْ شبا العُذّالِ
مجداً شبابَ العزِّ في ساحاتِهِ
ضَجَّتْ نفوسُ بنيكَ كالزّلزالِ
من ابن ذي قار الحبيبةِ صادحاً
بالحقِّ يدحضُ عُتْمَةَ الإذلالِ
لِفَخار ميسان الإباءِ، رجالُها
في كُلِّ عصرٍ في السّراةِ عوالي
لسماوةِ الإرثِ العريقِ ومالها
في أيكةِ الأمجادِ مِنْ أفعالِ
للقادسيةِ مِن دماها أينعت
ثمراتُ غَرسٍ في رُبى الأشبالِ
ولبابلِ التاريخ ضاقَ بها المدى
من أنْ يَلُمَّ الفخَر أيُّ مَجالِ
لمثابةِ السّبطِ العظيمِ وأُسْدِهِ
والواردينَ الموتَ في الآصالِ
ولموئِلِ الفخرِ الكبيرِ عليِّنا
هذا العظيمِ النّادرِ الأعدالِ
من بصرةِ الخيرِ التّي قَدْ قُدِّسَتْ
أسماؤُها في محفلِ الأجيالِ
لنخيلها العالي يذودُ عن الحمى
مَجْداً لذاكَ الذّائدِ القَتّالِ
من واسطِ الأمجادِ عقدُ فخارِنا
تزهو برغم تَبدّلِ الأحوالِ
من أرضِ تامارا وعاطرِ نهرها
أُمِّ الحيا، وربيبةِ الأبطال ِ
و لأرضِ تكريتَ الكرامِ فَإنَّهُمْ
بضيائِها يعْلوُنَ كُلَّ هلالِ
مِنْ شُعلةِ النّارِ الّتي لن تنطفي
ذَهبُ الرّمالِ يضيئُ ليلَ شمالِ
لليوثِ أنبارِ المكارمِ أينما
حلّوا فهم في الجودِ فخرُ رجالِ
للموصلِ الحدباءِ درّةُ فخرنا
بدمائها جبّت يَدَ الإقلالِ
و بباذخٍ عينُ الزّمانِ أسيرةٌ
شُغِفتْ هوىً بأصائلِ الأفعالِ
ولساحةِ التحريرِ حيثُ تعانَقَتْ
تحتَ الشّموسِ أَهلّةُ الأفضالِ
من كُلِّ غيثٍ هاطلٍ بدمائِهِ
يُحيي الثّرى بالدّافقِ الهطّالِ
ولأنبلِ الرّاياتِ في سوحِ الدُنى
عَلَمِ العراقِ يفوقُ كُلَّ جَلالِ
أُولاءِ أهلي أينما كانوا على
سوحِ البطولةِ أو ذرى الأهوالِ
متدرعين صدورهم في رفعةٍ
كَرُمَتْ شمائِلُهم لِكُلِّ مآلِ
عقدوا العراقَ على وجيبِ قلوبِهم
واستودعوا أرواحَهم بنزالِ
مُسْتَنْهِضينَ إلى الفداءِ نُفوسَهم
وهتافَهُم في بهجةِ الإقبالِ
درجوا على العلياءِ في صدرِ الدّنى
وتضوعوا في شَهقةِ الصّلصالِ
هُمْ فخرُ هذي الأرض، صبحُ جبينها
وكرامةُ الأعمامِ والأخوالِ
المانحونَ الشَّمْسَ طَلْقَ ضيائها
والمبدلونَ حرامَها بِحَلالِ
شهدت سماءُ المجدِ أنهمو الأُلى
طابَ الزّمانُ بهم بِكُلِّ مقالِ
حتّى استدارَ الكونُ دورةَ ظالمٍ
والسّافياتُ لهجنّ بالإِعوالِ
رُجَتْ تخومُ الأرضِ تُنْذِرُ أهلَها
بمخاضِها؛ لتمجَّ بالأوشالِ
جاءوكَ مَنْ وَصَفَ الأنامُ كبارهُم
وذيولهم بشراذمٍ دُخّالِ
مِن كُلِّ مطعونِ الأصولِ وضيعها
حُقَّتْ عليهِ خلائقُ الأنذالِ
وَتَسَيَّدتْ زمرٌ تمجُّ زُعافَها
قَدْ أوغَلتَ بخوادِعِ الأقوالِ
لِتُذيقَ مَنْ كانوا أعزَّةَ أهلِها
-حاشاهمو-مِن موحشِ الإمحالِ
عَوْزاً!؟ وَهُمْ مَنْ كانت الدّنيا لَهُمْ
وِرْداً يُساقى في يدِ المِفضالِ
حتّى إِذا ضاقت نفوسُ أُباتِها
وَتَفجَّرتْ غَضباً بِكُلِّ سِفالِ
صَدَحتْ حناجرُهم بِحُبِّ ديارهم
وكأنَّهُم يُحيونَ كُلَّ مُزَالِ
أولاءِ مَنْ شَهِدتَ لهم كفّ المكارمِ
أنّهم فخرٌ لِكُلِّ نَوَالِ
يتسابقونَ إِلى الفَخارِ كَأنَّهم
في أُفْقِهِ ألقوا عَصا التّرحالِ
قذفوا بصوتِ الحقِّ زيفَ حصونِهِم
فانجابَ خوفٌ حالِكُ الأشكالِ
في دولةٍ صارَ الفسادُ حُليَّها
وسُراتُها هُمْ مَحفلُ الجُهّالِ
عُري الصدورِ، ورايةٌ رفرافةٌ
مايدفعونَ بها يَدَ الأغوالِ
بِجباهِهم و نحورهم تحت النّدى
يستعذبونَ الموتَ دونَ مَلالِ
هُمْ يَطلقون عراقَهم -وطنَ السّنا –
بدمائِهم من هذهِ الأغلالِ
نفسي فداؤكمو أهلّةَ زهونا
وعلى البعادِ غَبْطِتُ كُلَّ نِزَالِ!

 

 

هيوستن
25-26/10/2019

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *