فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

على الجهة المقابلة رجل

ريم بندك

كان الليل حالكاً
وذاك السرداب الطويل لاينتهي!!
حافيةً أهرب فيلاحقني وجهك
الذي لايزال يرتديني كلعنة..
أنا التي كنت مجرد عملةٍ
رميتها يوماً عن ظهر أمنية..
وها أنا ذا من يومها تتقاذفني
العواصف من بلدٍ لآخر..
أترك لك في كل بركة أمنيةً
على شاكلة وطن!!
أكتب على كل حائطٍ
أسماء أولادك الذين
استولوا على رحمي وقتلوا جميعاً!!
أغانٍ لم نسمعها معاً
أحلامك وخيباتك التي
كانت تطفو على وجهي
فصفعني بها بضربةٍ واحدة ذاك الوطن..

وعلى الجهة المقابلة رجل
ترك سجادته وحيدةً على قارعة السماء
ونسي أن يصلي ..
أخذ يحشو حزنه في صدري
بين أصابعي وتحت ابطي
ليتخلص منه فيغفو قليلاً..
أيعار الحزن ياصديقي تساءلت ؟؟
أنا التي لم أغفُ منذ الأزل
فعيوني ملأى بالرحيل
بغيابه الذي يتكاثر على الطرقات
ويحولني معه إلى غبارٍ فقط ..
والجسد على حافة الارتعاشات
لايزال يحمل ذاكرة جلداته الأولى
وفي الليل يهذي كموتٍ لا يأتي..

وأما تلك الموسيقا هناك
فكانت تعزف لي وحدي!!
وأصابعي تلاحقها كموجات البحر
على لحنٍ غجري ..
وأنا على طرف الشاطئ
قدماي اللتان اعتادتا أن
تدوسا ثوب الحلم وتمضي
تواصل حمى الرقص بشغفٍ
حتى احتراقي الأخير..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *