مارك ستراند
Mark Strand
ترجمة:عبود الجابري
عندما تراهم
أخبرهم إنّي مازلتُ هنا
واقفاً على ساقٍ واحدة
بينما الآخر يحلم
أنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة
لجعلِ الأكاذيب
التي أخبرتهم بها
مختلفة عن الأكاذيب
التي أخبرت بها نفسي
عبر البقاء هنا
في العالم الاخر
فقد تحولت إلى أفق
تشرق الشمس من خلالي
لتعلنَ أنّي أعرف مكاني
وأنَّ التنفس هو الذي يبقيني حيا
وحتى تلك الأصواتِ المقموعةَ
أنفاسٌ كذلك
وأنَّ الجسدَ حين يسجّى في تابوت
سيكونُ خزانة أنفاسٍ
وأن التنفّس مرآةٌ
تشوِّشُها الكلماتُ
وأنَُّ
كلُّ ماتبقى من صراخٍ
لطلب العونِ
،، يدخلُ آذان الغرباء
ويمكثُ طويلا
بعد ذبولِ الكلمات
التنفُّس بدايةٌ أخرى
تتساقط منه الصلابةُ
كما يتساقط المعنى من الحياة
أو الظلامُ من الضّوءِ
التنفّس هو ما أتنازل عنه لهم
عندما أعلنُ الحبّ
ـ____________________
مارك ستراند 1934 – 2014 Mark Strand
مارك ستراند شاعر وكاتب مقالات ومترجم أميركي من مواليد كندا ، تلقى تعليمه في كندا والولايات المتحدة وايطاليا، ثم ألتحق عام 1962 بمشغل كتاب”أيوا” ليحصل بعدها على درجة الماجستير في الفنون و عمل ” ستراند ” في التدريس الجامعي ونشر إحدى عشرة مجموعة شعرية من أهمها ” عاصفة المرء الثلجية ” التي فازت بجائزة البوليتزر للشعر عام 1999. بالإضافة إلى ” النوم بعين واحدة مفتوحة ” 1964 ، ” قصة حياتنا ” 1973، ” الساعة المتأخرة ” 1978، ” مرفأ مظلم ” 1993 ، ” الإنسان والجمل ” 2006.
ومن أهم كتبه التي اعتبرت صعبة التصنيف كتاب “الأثر” الذي أوشك أن يحصل في السبعينيات على جائزة بوليتزر لولا أن رئيس لجنة التحكيم اعترض لأنه مكتوب بالنثر.
وصدرت له منذ فترة قصيرة أعماله الكاملة محتوية كتبه من 1968 إلى 2012. ترجم إلى الإنجليزية أشعاراً لرفائيل ألبرتي، وكان أميرا لشعراء الولايات المتحدة ومستشاراً شعرياً لمكتبة الكونجرس ومستشاراً، ورئيسا لأكاديمية الشعراء الأمريكيين، وبقي أستاذا للأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة كولومبيا حتى وفاته هذا العام .