فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

شعر عمودي

لا يُشبِهُ البَحر إِلَّا في تَنَهُّدِهِ

يحيى الحمّادي

 

لا يُشبِهُ البَحرَ.. إِلَّا في تَنَهُّدِهِ
ولا القَصِيدَةَ.. إِلَّا في تَمَرُّدِهِ
.
ولا المَتَاهَةَ.. إِلَّا وهو يَرسمُها
مَنازِلًا سائِلاتٍ عَن تَشَرُّدِهِ
.
ولا المَنازِلَ.. إِلَّا حين يَحمِلُها
على اليَقِينِ، ويَشقَى مِن تَرَدُّدِهِ
.
.

هُوَ البِلَادُ.. ولكن لا سِلاحَ لَهُ
يَدُ الغَريبِ سِلاحٌ لَيسَ فِي يَدِهِ
.
هُوَ السِّلاحُ.. ولكن لا بِلادَ لهُ
بِلادُهُ ماتَ فِيها قَبلَ مَولِدِهِ
.
بِكَفِّهِ مِن بَقَايَا عُمْرِهِ قَلَقٌ
يَشُدُّهُ دُونَ خَوفٍ مِن تَوَقُّدِهِ
.
وحَسرَةٌ مِن مآسِي غَيرِهِ، وغَدٌ
كَأَمسِهِ.. ليس يَخشَى مِن تَجَدُّدِهِ
.
.
.
قَصِيدَةٌ فِيهِ.. تَرنُو كَاحتِجَاجِ دَمٍ
على انحِنَاءَةِ عَبدٍ نَحوَ سَيِّدِهِ
.
يَقُولُ: (لا) ثُمَّ يُصغِي, وهْوَ مُرتَقِبٌ
لِقَاتِلٍ سَوفَ يَأتِي قَبلَ مُنْجِدِهِ
.
تَأَمَّعَ النَّاسُ حَتّى لَم يَعُد أَحَدٌ
يَقُولُها _دُونَ خَوفٍ_ فِي تَشَهُّدِهِ
.
تَعَدَّدُوا.. وهوَ فَردٌ فِي تَجَمُّعِهِ
تَجَمَّعُوا.. وهوَ شَعبٌ فِي تَعَدُّدِهِ
.
تَعَوَّدُوا الذُّلَّ حَتّى صَارَ صَاحِبَهُم
وصَاحِبُ الذُّلِّ يَشقَى مِن تَعَوُّدِهِ

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *