الرئيسية / نصوص / كرائحة الفقراء وقت الظهيرة!

كرائحة الفقراء وقت الظهيرة!

ضياف البرّاق

 

فراغٌ وبائي
يطلي جدران غرفتي بالظمأ و الوَجَل،
و يشربُ رأسي الثقيل مِنْ أصابعي الحزينة..

فراغٌ تابوتي مكسور القامة،
عشوائي التكوين…
ألوانه حامضة..
ملامحه دامسة،
و طعمه لا أدري!

إنها غرفتي!
غريبة، كابوسية،
و أحيانًا بعيدة،
تمامًا مثل كتابات “كافكا”.
و كافكا هذا:
وجعٌ بُكائيٌّ مرموق،
أوْ خليطٌ من الريحِ و القلق!

غرفتي هذه: شبه طاردة،
غير معقولة،
و تافهة كثيرًا،
تشبه الغياب المسقوف بالجوع و السجائر،
كما تشبه القصيدة حين أبكي،
و الفلسفة حين أغوصُ في أعماق الفشل،
و اللا شيء حين أٌحاولْ!

غرفتي جميلةٌ كرائحة الفقراء وقت الظهيرة،
أو بعد منتصف الليل،
مفروشةٌ بالزحمةِ و التعب،
و مزكومة بالرمادِ و الرصاص!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...