فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

قصة وسرد

ليلة رأس السنة بنيويورك

مديحة عبدالله عوبل

 

تغمز لي حبات الثلج المتساقطة من خلف النافذه تحاول اغوائي للعب معها تحت قبة السماء الفضية
وليليان الاخرى تشغلني عن ترتيب ملابسي في خزانتي الصغيرة تتكلم سريعاً والحماس يغرق عينيها وتخرج لي من خزانتها ملابسها الشتويه التي تبدو انها باهضة الثمن،،
الامر لا يهمني جئت فقط لأدرس وهذه اول ليالي نيويورك يجب ان اضل بغرفتي ارتب جدولي واخرج دفتري وقلمي مجدولة حساباتي على قدر ما أملك من المال
مدينتي الصغيرة بعدن لا تعرف الشتاء اطلاقاً ولايهمني الطقوس المسيحية والاحتفالات التي معتادة عليها صديقتي اللبنانيه ليليان
بكلماتها السريعة وامنيتها الصغيره التي تريد تعليقها بتلك الشجره اقنعتني بالخروج معها لنزهة قصيرة بشوارع نيويورك
لبست بالطو اسود جلدي طويل ووشاح صوفي ابيض فاخر اهدتني اياه ليليان ووضعت على رأسي حجاب قطني احمر كانت امي تحب ان تراه عليّ.. أمي كيف اجرؤ على خطوة كهذه دون ان آخذ الاذن منها كان علي ان ابدء حساباتي بثمن تلك المكالمة، ببداهتها وكرمها الذي يفاجئني دائماً اعطتني هاتفها وبعد محاولات من فتاتين احدهما اعتادت ان لايمنعها احد من ممارسة طقوسها والاخرى القادمة من البعيد تمتلك شهيه كبيرة لاقتحام هذا العالم الجديد عليها اقتنعت بمشوار قدره ساعة ونصف فقط
منظر الثلج يدهشني وانا التي لم اره الا من خلال شاشة التلفاز
أضواء المدينه المتلألأة تضيء السماء حين قررت جبال الغيم ان تأسر ضوء القمر بتلك اليالي
الطريق الى منهاتن مزدحم وكذلك شارع برودواي حيث كان يقام عرض مسرحي كان هناك افواج كثيرة من الناس يرقصون ويغنون وبايديهم الشامبانيا تلك قطعة القماش الملفوفة على رائسي والتي يختبىء تحتها شعري استفزت نظرات الكثير منهم
لتاخذني إلى سنترال بارك حيث أخذت هي شريط احمر ثم ضمت يديها وتهمس امنيه بقلبها تلك اللحظة زادت ايماني نظرت الى السماء فحمدت ربي
لكي ادعوك يارب لا احتاج الى اجراس اوشريط احمر اعلقه بشجره فقط يقين قوي باستجابة دعواتي بمجرد ان اقول يارب
منظر الثلج المتساقط على شجره مضيئة رغم بهجت الوانها
فأن الشتاء دائماً حزين،،حزين جداً،،، يستفز الذكريات والحنين.

ميدتاون،،
للحظه شعرت فيها وكأنني بفيلم سينمائي لكن هذه المره داخل الشاشة لا خلفها
الشوارع المليئة بسيارات الأجرة صفراء اللون وبائعي بسكويت البريتزل وناطحات السحاب شاهقة الارتفاع. وعلى الجانب الغربي من شارع سيكس أفنيو توجد لوحات الإعلانات المضاءة بالنيون في ميدان تايمز سكوير، والمسارح المنتشرة في شارع برودواي. وعلى الجانب الشرقي، تحيط دار الموسيقى راديو سيتي وكاتدرائية سانت باترك بمركز ديكو روكفيلر الفني الذي يحتوي على مقر شبكة NBC للبث الإذاعي والتلفزيوني، ومنصة مشاهدة المناظر الطبيعية والمعالم السياحية من ارتفاع 70 طابقًا. وعلى طول شارع سيكس أفنيو، تمتد أعداد من المتسوقين الخارجين من المتاجر الفخمة، مثل: ساكس فيفث أفنيو وبيرجدفورد جودمان، والداخلين إليها لاستعراض أصناف لا حصر لها من الملابس والحُلي. وعلى بُعد مجموعة قليلة من المنازل والمتاجر، توجد محطة جراند سنترال الرائعة ومبنى إمباير ستيت بقمته الساطعة.
اخذنا بعض الصور وسرقنا ثلاث ساعات بدل ساعة ونصف امي
لم تكن تلك مجرد ساعات بل ثلاث ارباع عمري.
قبة السماء الفضية وزرقة الافق وانكسار الالوان في كبد سواد تلك الليلة الاستثائية والغير معهودة بأبجديه عمري.

20/12/2017

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *