فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

أخبار ثقافية

العزوبية والحياة الجنسية في المغرب لسناء العاجي

الرباط-  ..متابعات فضاءات الدهشة

في عرض لكتابها العزوبية والحياة الجنسية في المغرب الذي أصدرته الكاتبة الصحافية الباحثة في علم الاجتماع سناء العاجي وهو عبارة عن بحث ميداني انجزته كمتطلب لنيل درجة الدكتوراة كدراسة حول المغاربة والجنس قبل مرحلة الزواج، تحدثت فيه عن تحولات شهدها المجتمع المغربي في الحياة الجنسية على مدى سنوات طويلة.

الكتاب من القطع الكبير وباللغة الفرنسية ب 411 صفحة، أثارت فيه جوانب مرتبطة بموضوع الجنس الذي يعد طابو لا يتطرق اليه في المجتمع المغربي والعربي. وتطرقت بمناقشتها الى الوعي العام لدى المجتمع بمفهوم العفة والاخلاق وربطها بـمحافظة الفتاة على غشاء البكارة والالتزام بلبس الملابس المحتشمة.

لقد تحدثت عن الدافع الذي دفعها الى البحث او السؤال الذي يؤرق الباحث على حد رأي الاكاديميين ” هو: هل يعيش المغاربة حياة جنسية قبل الزواج؟” لكن سرعان  ما تغير هذا السؤال ليصبح: كيف يعيش المغاربة هذه المرحلة؟

وفي سياق عرضها عن الكتاب في الرباط ذكرت أن العزوبية والحياة الجنسية لدى المغاربة قبل الزواج موجودة، لكن القانون والعرف الجمعي والقيمي في المجتمع يجرمان ذلك، وبالتالي فان المعايشة لتلك الحياة الجنسية تتم في السر وبمواجهة كبيرة مع هذا البعد القيمي والقانوني.
وتستطرد بالقول أن العمل يقدم بعض الاجابات حول معايشة المغاربة لمرحلة ما قبل الزواج داخل إطار وعي جمعي وقيمي يمنعانها.
وتذكر أن تحولا داخل المجتمع ليشمل الحياة الجنسية للمغاربة، سواء داخل أو خارج مؤسسة الزواج، مؤكدة أن انتقالا كبيرا على المستوى الممارسة الجنسية حدث في المغرب، وأن الكثير من المغاربة يعيشون هذا التحول، ونوهت الى عدم التعميم لكن الاغلب يعون هذا الخرق، والاغلب يطالب بالحرية الجنسية والممارسة قبل الزواج، تشرح العاجي، بأن العديد من المغاربة يتنهجون الخطاب الديني و القيمي لمنع مثل تلك الممارسات، الا أن اشياءً عديدةً مثل البعد الاقتصادي والاجتماعي والديمغرافي جعلت الأمور تتغير.
وفي حديثها بمؤشرات احصائية كون الدراسة ميدانية ذكرت الباحثة أنه: في سنة 1960، كانت النساء تتزوج في سن مبكرة بعمر السابعة عشرة والرجال في حدود السابعة والعشرون، وقد تغير ذلك مع الزمن والوعي ومتغيرات اخرى اقتصادية وغيرها ليصبح معدل سن الزواج 27 سنة للنساء و31 سنة للرجال.

وأستنتجت العاجي أن النساء في 1960  لم يرفضن جنس ما قبل الزواج بسبب البعد القيمي والقانوني، بل لأنهن لسن بحاجة إليه فهن يتزوجن في سن جد صغيرة  قبل بروز الحاجة الجنسية بشكل ملح.
أنتهى اللقاء بمناقشات وأسئلة بعضها صب في لب الموضوع والبقية ابتعدت عنه بسبب أن للموضوع شجون.
الجدير بالذكر أن العديد من الكتب تتحدث عن الحياة الجنسية في المغرب بعضها روايات وكتب من الخبز الحافي لمحمد شكري الى  “الحياة الجنسية والأكاذيب” ل ليلى سليماني والذي هو عبارة عن شهادات حية لنساء مارسن الجنس، الى كتاب عبد الصمد الديالمي، “الانتقال الجنسي في المغرب.. نحو الحق في الجنس، في النسب وفي الإجهاض” الكتاب يضم حوارات صحفية ودراسات ميدانية.
الا أن كتاب العاجي يمثل لبنة بحثة مهمة يجب أن تستمر لرسم مؤشرات حقيقية لدراسات تشخص المشكلة وتجد الحلول.
حضر اللقاء الكثير من المهتمين ومتابعي ومحبي سناء العاجي.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *