أحمد الفلاحي
ها أنا ذا أستدعي النص
ولا أفكر في الحطابين.
الحطابون لا يقتاتون الدخان هذه الليلة
ولا أسماك السردين.
كم من الأخشاب سأقترفها الليلة
إلا العود
هذا البخور الذي يحبه أبي
ومذ قيل أن انديرا غاندي أحرقت جثتها بالعود
وأنا أرى العود جثة ورمادا.
لماذا لا تتبخرين به؟
أجزم أن الشمس سترضع من أصابعك
والقمر يتدثر بأنفاسك
فيما أنا اظل أحفظ جسدك
خصلة خصلة
وأخشى الرماد.
الحطابون لا يهمهم العود بقدر ما يهمهم الخشب
لكن النار نفسها
تأخذ عناقيد الرغبة
وشواهد التكرار
ها أنت تعود إلى جمع التكسير
والأسماء الممنوعة من الصرف
وتنسى الهمزة في كل موضع،
مفاعيل هي وزن مثاقيل
وتدرك أن الفتحة التي خلفتها بندقية الحب
ثقبتك تماما
تمشي مثل بالون رمادي.
أيضير هذا اللوّن؟
لا أعنيه بالطبع
أعني الثقب و شتيمة الهواء في وجهك.
الحطابون في القرى البعيدة:
أبناء الدفء،
وفي الغابة يسفكون القرابين.
أقسم بنصف الشوق
وبكامل الوطن
أن الحرب أفرغت أزاهير الذاكرة
والحطابون أثكلوا المعنى
وأنا لم أعد أقوى على نزيف الضوء.
ثلاثتهم يتدخلون
فأر السد
ورجل الكهف
وحي بن يقظان،
لا بأس
لن أذكر الحرب
ولا الحبيبة
ولا ديكارت،
سأكتب نصاً يتلائم مع بداية العام الجديد
وجمهورية أفلاطون.
صحيح أن العام بدأ بصمتك
وبغيبوبة الوطن
إلا أني أكترث لأمك التي لم أرها،
ولأمي التي رحلت في فبراير
أتذكرين فبراير؟!
كأن موسى بن نصير مات للتو
وأغفلتِ الزقاق
و”التراس”
ومنابر البن
وحداثة السؤال!
أنا كأول الأمر
يانع الرغبة
وحافٍ من الوطن
أتذكر قبلة الباب وحريق الغابة
وأوشك على الموت فوق أشجار الميلاد.
مدينة رمادية يانعة الموت،
وحمامة مشرقة بالسلام
لمَ كل هذا النزف؟؟
على مسافة رأب الوقت
أعبر في طريق البخور
وأنسى رحلة الشتاء والصيف.