فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

نحو ضفة أخرى

نجلاء حسين

 

لو أننا أبدلنا تلك الأزمنة بالأمكنة والمسافات؟!

أَيُّ غيمة يمكن أن يحط فوقها زمن سيء هذا المساء؟!
وأي جسر كان سينفرط من فوقه ما تبقى؟!
هل كان يمر الحزن خفيفا هكذا
من ضفة نحو ضفة أخرى؟!

ربما الساعة تُضمر بانفراجها شيئا!
ربما تعيد الحقائق نحو جهة ما!
ستنتظرأعجوبتك أيها الغريب
ستنتظرك بطول المسافات التي تقودها
لتسوق الضوء كما كان
نحو بوتقة فوق رف زجاجي
كي تقتسم الوديان والسهول
التي نمر خلالها
الجبال التي تسلقت فوق ذراعيك
قد تعثر على عينيك المتناثرتين بين الشظايا!

ماذا لو أبدلناهما؟!

الوقت هو الآخر
يبحث عن حيز إضافي
ليلقي مابداخله نحو فراغ ما
كي يستريح
لأجل أن يطرح لعناتٍ تُطوِّقَهُ من فوق كتفيه
منذ أنهار جفت.. وقلاع سقطت
منذ الرياح والملح
منذ الضوء!
وأي ضوء هنا؟!

أَتَتَحَمَّل الأمكنة كل هذه الوعورة تباعا
وجها لوجه؟!
أم تفتح ثقوبا في جدرانها وتبدأ في ابتلاعنا
واحدا تلو الآخر؟!
هل وَجَدْتَ للآلام حاوية بعد؟!
أم أن مكانا ما هناك قد يؤرخ للجدران بأسمائها؟!
لتصبح أمكنة فارهة للحزن بدلا من طرق نتسول فيها الضجر!

أَتُلقي بنا أسفل الكعوب الوعرة
دون رجعة؟!
كما كانت تفعل أزمنة انقرضت !!!

هل تنجبنا أمكنة لا تعرفنا؟
لم نتوغل في بداياتها؟!
لم نتقصَّ بداخلها؟!

أم تغدو حلما نتأمل فيه أوجاعنا من بعيد؟!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *