فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

خطّة للطيران

هيثم الأمين

 

أنا، الآن، أتدلّى من عقب سيجارة
و أفكّر في الطّيران
و لأنّي لا أملك جناحين،
لأصفع بهما الهواء و أطير،
أفكّر في خطط بديلة
كأن أرسم على لوحة أحلامي
عمارة بطول حزن وطن
ثمّ أصعد إلى الطابق ما قبل الأخير
بما أنّ الطابق الأخير محجوز لحفلة انتحار جماعي
في الطابق القبل الأخير
سأتسلّل إلى شقّة تسكنها فراشة وحيدة
ربّما سألقي عليها التحيّة
و ربّما لا
ثمّ سأتوجّه مباشرة نحو النافذة
سأفتح النافذة
و من النافذة سأطير!
حسنا
في الحقيقة، عمارة بطول حزن وطن
لن يكون فيها مصعد
و لأنّي مصاب بالروماتيزم في ركبتيّ
و بقصر حاد في الحلم
لن أصل، أبدا، للطابق القبل الأخير
و كخطّة بديلة أخرى
فكّرت في أن أتسلّق حلم طالب جامعي تحصّل لتوّه على شهادته العلمية
أظنّ حلمه طويلا بما يكفي
لأقفز من أعلاه و أطير
أو ربّما سأتسلّق، أيضا، حلم حبيبته التي تجلس في أعلى حلمه
هكذا
سيكون العلو مناسبا جدا للطيران
و لكنّ العثور على طالب جامعي أنهى للتو تعليمه و يحمل كلّ هذا الحلم الطويل
يحتاج وقتا طويلا جدا
و أنا أريد أن أطير الآن!!
لهذا أحتاج خطّة بديلة ثالثة
خطّة لا تتطلّب مجهودا كبيرا و لا وقتا كثيرا
و إلى أن أجد خطّة مناسبة
سألغي فكرة الطيران
و سأواصل زحفي نحو عمق الأرض.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *