عبّود الجابري
في طائرة الخطوط الجوية العراقية
عثرت على صورتي، ملصقة على أحد الكراسي،
كانت صورة ملوّنة
وكنت فيها بعينين زرقاوين وشعر أجعد
يميل إلى السواد،
كنت أجلس في مقعد
بعيد عن الصورة
في جيبي ناي وفي يدي كتاب عن الجوع
لا يريد أن ينتهي،
وكنت كلّما اختنق الناي أخرجته من جيبي
وقرّبته إلى شفتيّ ليتنفس،
كان يضيق ذرعا” بيدي التي تبتعد عن ثقوبه
لتسوي من هيأة الكتاب
على ركبتيّ،،
ناي أرعن
لا يعرف من الموسيقى
سوى سماوات رملية
وإبل بأجنحة عرجاء،
لذلك تراه يفرط في العويل كلّما لمح صورتي
في الكرسي المجاور،
كان يدقّق في ملامحي ويعاود النظر إلى الصورة كما لو أنّه يريد أن يسألني:
أين اختفت زرقة عينيك؟ ناي من قصب الجنوب لا يعرف أن يرسم
سوى صورة التنّور ّ
على ذيل الماء
محتفلا” بلسانه الناري،
ناي مسروق من فم مدينة تمتهن ترقيص الأفاعي نهارا ومراقصة الأضرحة ليلا”، ناي يكره صورتي
بعينين زرقاوين
يخلعها راكب يغار على زوجته
ويلصقها
على جناح طائرة الخطوط الجوية العراقية،
هي ذاتها الطائرة
التي انكسر جناحها وارتطمت بجبل هائل ّ
تتناثر عند سفحه
صور كثيرة
لمسافرين
خلع الغرباء صورهم في رحلات سابقة
6 شباط / 2018