فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

استحالة..

عبدالغني المخلافي

 

ليتني أنام مبكرًا
وأصحو مبكرًا وأذهب إلى العمل
بشهية نهمة
وأكف عن شراء الصحف والمجلات
بمواد مواضيعها الرديئة
وأُقلع عن ترقب البرامج الثقافية الشحيحة
وسط سيل القنوات الغث
ومتابعة الأخبار في الجزيرة والعربية
على مدار الساعة
وأقلّلُ من صداع رأسي..
ولا ألتفتُ في عصر الإنترنت
والهواتف الذكية
إلى المكتبة القريبة
التي استنفدتْ جيوبي وأثرتْ عقلي
بالكثير من الهلوسة..
ولا أجلس للنقاش كل يوم
مع الأصدقاء اللدودين الذين تعودوا يأتونني
بالمواضيع الطازجة والنقاشات الساخنة
والخوض في غمارها دون توقف..
وأمنع نفسي المدمنة ليلة واحدة
حتى أخفف من الإجهاد الذي يلوح
كلما وقعتْ عيني على وجهي في المرآة
عن فتح جهازي المحمول
والدخول في متاهات عالمه
حتى الفجر ..
وأكون كهذا القريب
الذي يأتيني أحيانًا للنوم
ولا يكاد ينطرح وهو يستمع لحديثي
على فراشه حتى أكتشف أنني
كنتُ أتحدث إلى نائم قد ذهبَ في سبات
من وقت طويل
وعند استيقاظه في كل مرة
يجدني ما زلت عاكفًا على السهر.

_____________
2012

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *