فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

شعر حر

لا وصايا لكليب

محمد الأكسر

أيها المنبوذُ
من روحي
وإحساسِ القبيلهْ
كيفَ تبقى بيننا؟!
كيفَ ما زلتَ هنا؟ّ!
أعبيدُ الصمتِ هم سرُّ بقائكْ
حصنك العالي
وسورٌ
حول أقداسِ الزعامه

**************

مِنْ بني تغلبَ أقوامٌ
يبيعون العُرُوضا
لعطاياكَ يحجُّونْ
عندَ أقدامكَ يسعونَ
ؤدونَ الفروضا
صَيَّرَتهم كَفُّكَ العليا
على الأهلِ حُتوفا
يُعمِلونَ اليأسَ فينا
كلما رُمنا النهوضا
ونسوا مأساةَ تغلبْ
ذُلَّ تغلبْ
عرشَها المسبيَّ ؛
والسابي طليقٌ
لم يزل يلهو ، ويعدو
فوق أطلالِ الكرامهْ

**************

همْ عبيدٌ ليديكَ اليوم
لكن
في غدٍ ملكُ سواك
لن تراهم
حين تَصْفرُّ يداك
حين نستلُّ السيوفا
سيبيعونَ ولاءكْ
ويبيحونَ حِماكْ
وسيأتونا عبيدا
رهبةً منَّا وخوفا
وستمضي
حائرَ الخطوِ
شريدا
طالباً صفْحَ اليمامهْ

**************

وهي لم تنسَ كليبا
وبجنبيها ضرامٌ
لسؤالٍ
ظل يجتاحُ الحنايا
يا لِتَغْلب
كيفَ تنسى
فارسَ القومِ العظيمْ؟
حينما اسْتَدْرَجْتَهُ يوماً
إلى الحصنِ اللئيمْ
موهماً إياهُ – زوراً –
أنَّ في الحصنِ وليمهْ
لم يكنْ يدركُ
أنَّ الغدرَ في البكري شيمهْ
لم يجدْ
إلَّا أخاهُ الزيرَ مُلقى
ودَماءِ الزِّيرِ
في الجدرانِ توصي
لا تقاربْ
لا تصاحبْ
لا تثقْ يوماً ببكريٍ
ولو كان الجليلهْ
قبلَ أنْ يكملَ
أغْمَدتَ بِجَنْبَيهِ حسامهْ

ثمَّ للطهرِ ارتديتْ
زاعماً أنَّ كليباً
كانَ رباً للرذيله
وتعقَّبْتَ النوايا
امرؤُ القيسِ
شيوخُ القومِ
باعوكَ الرجولهْ
قايضوا عرشَ كليبٍ
بالعطايا
فتفيأتَ مقامَهْ

**************

فَلِمَنْ أوصى كليبٌ؟
لا وصايا
دمُهُ المهدورُ في عينيكَ
يغلي في الزوايا
عَلَّ جيلاً
من بني تغلبَ يأتي
لا تُغذيهِ الهزيمهْ
فيهِ تسري
مهجةُ الزيرِ العظيمهْ
حينما يقرأُ في عينيك
أسرارَ الدِّمَاءْ
وبقايا
قصةِ الغدرِ القديمهْ
يحْشُدُ الموتَ ويُحْيي
ثورةَ الثأرِ النبيلهْ
ويُغنِّي
يا لثاراتِ كليب
تغلبُ اليوم تعود
تبعثُ السيف العنيدا
صارمَ الزيرِ
الذي غادرها يوما شهيدا
حدُّهُ سرُّ البدايه
حدُّهُ سرُّ النهايه
طالما قامت على الطاغي
بحدَّيهِ القيامهْ.

تعليق واحد

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *