فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الحب.. كسبب معقد

عبدالغفار العوضي

 

(1)
البيت مساحة مكشوفة للقتل،
لا قدرة للجدران على مواجهة سلطة، أعتى من تحملها الأقصى لحمل جثث،
وقفت فى مكانها كنخيل على حافة..

الجدران كتفان بلا عظم،
فقط هشاشة إمرأة مكتملة الجمال
ولذلك كان عريها الكلي أمام الموت؛
عري لم يمنح للفوضى فرصة رؤية الأجسام بصوفيتها المدهشة
أمام فراغ مطلق..

(2)
الرصاص يتم إنتاجه من نخاع العظام
المستخرج من حطام البيوت،
البيوت يعاد إنتاجها من أرباح الحرب..

(3)
أقف على الخيوط الدقيقة المتعرجة للخرائط
أنا الدودة التائهة التى تأكل فتات المنفيين
على أطراف الحدود..

(4)
الحدود بين الدول تشبه تشكيل ألوان فوضويا فى لوحة تجريدية.
التأويل سلطة العنف؛
حين تتحرك الجيوش
داخل نص مفتوح الدلالة..

(5)
لا شئ يحمى جسدى من شيوعية القتل
لا شئ يحمى اسمى من شيوعية الاعتقال
لا شئ يحمى عيني من شيوعية الرعب
لا شئ يحمى جثتى من شيوعية الدود
الذى يخرج الآن من شروخ العظام..

(6)
أمنح نفسى وقتا كافيا لتخيل كيف ينهار الجسد على نفسه
كتسلق سلم من الرمل؛
كيف تكون الشيخوخة
فرصة لرؤية نمو الحزن كعشب مجانى على حديقة الجسد
واكتماله كامرأة
لم أر انعكاس جمالها الداخلي
أمام مرآتى العمياء..

(7)
يمكننى الإختباء الآن داخل حجرة وغلقها بإحكام من الداخل،
والهرب مؤقتا من فزع العبور العشوائى للموتى فى الخارج،

يمكننى رؤيتهم من ثقب صغير فى النافذة..
ثقب يتحول بفعل التلصص المستمر، إلى محو التناقض بين الداخل والخارج..

بعد قليل
سأهدم كل جدران البيت
والإبقاء على هذا الثقب فقط،
كفاصل..
بين ميتين،
يراقبان بعضهما،
فى كراهية بسيطة جدا.. كالقتل،
أو حب بدائي فشل تماما
فى التحول إلى سبب معقد!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *