ريم قمري
خافت ضجيج المدينة،
صامت الحنين في قلب امرأة وحيدة.
يكسر الغياب روح رجل غريب،
يشطر الحب قلبه،
يرحل في صمت.
لا يد للشاعر،
يكتب قصيدته ثم يمضي،
ليختبر الحياة في الغياب.
لا يد للإله،
إلّا بعض وحي ينقله شاعر،
يصيّره نبيا…
لا حظّ لي،
تموت فراشات جدتي،
تجفّ بئر جدي،
يُغتال الحرف النابض في روحي.
على حافّة الوجود أسئلتي…
كم مماليك أحرقت على الورق؟
كم رسائل مزّقت؟
كم أسئلة بلا إجابات؟
و لم أصل بعد.
كنت أنثى،
عالية رايات جسدي في قلوب عشاقي،
منكّسة سيوف أعدائي.
أروّض كلماتي،
تأتيني طواعية،
خشن جلد قصيدتي،
لا يهاب المعنى ونقيضه،
يكره صخب الموسيقى،
يعشق صوت الماء منهمرا.
أكشف للريح وجهي،
سقطت أقنعتي
لطّخ حبري جبين الورق،
عارية أقف أمام الوجود،
لا أسئلة تسندني،
لا أجوبة تحميني.
كلّما يممت وجهي صوب مدينة،
تركني ظلي أمشي وحيدة،
يا ظلّي،
يا ثاني اثنين
لماذا تخلّيت عنّي؟
تلفظني المدن يا رفيقي
فاحرس البيت والسرير.
أعدّ لي الحساء الأخير،
علّني أنسى أني غريبة.
انتظرن بما يليق بخساراتي،
القليل من الحب،
الكثير من الأناشيد،
ليكون لقيامتي طعم الحياة.
طائر المنام الأخير
أستعير صوتي
من وشم على صدري.
أكتب سيرة الحلم النائم في عينيك.
الليل رجع صدى أحلامك في قلبي
لا جناح لطائر المنام الأخير،
يحلّق عاليا،
يخترق الشهوة النائمة فينا.
كنت تحلم في الضفة الأخرى من الزمن،
كنت أرتّب أحلامي القديمة حسب الأبجدية.
التقينا على ضفّة اللغة.
رسمتني في نشوة رؤاك
عارية مثل شجرة الخطيئة الأولى،
ثم تجرّعتني…
كما يفعل الساموراي الأخير
عندما يفاجئه قدره.
أمسكت بحلمك أقوده من يديه
أسبح فيه على هواي.
شدّ ظهر الحكاية عليّ
أكاد أسقط عن صهوة النشوة.
يشطرني الليل…
تعيد ترتيب أعضائي المتناثرة…
مثل قطع البلّور،
بأطراف أصابعك.
أي حلم هذا يشارك الخالق في غيّه؟
يبعثرني…
يرميني…
يرمّم انكساراتي.
نام على خدّي النرجس،
طاف في دمي الأقحوان،
فاح عطري في المفارق،
أقبل يا ابن الطارق
لملم ما بعثر الشوق من أحلامي.