فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الحياة رغم علاّتها

محمّد بوحوش

 

ثمّة أشياء جميلة في وطني الأخضر:
الفلاّحون وهم يحثّون الخطى إلى حقولهم البعيدة قبل شروق الشّمس،
عمّال البناء على الدرّاجات إلى حظائرهم،
أمّ الخير،جارتنا، وهي تعدّ خبز الطّابونة، صبحا،
جنودنا وهم يتدرّبون على حبّ الوطن،
الحرس الوطني على الحدود وهو يرصد خفافيش الحياة
ومروّجي البدع الصّفراء،
جدّتي وهي تنهض باكرا لتقيم الصّلاة، وتدعو لأبنائها برزق حلال، ومغفرة من اللّه ،
أمّ الشّهيد، جارتنا أمّ السّعد، وهي تذرف دمعا شفيفا، وترنو بعينين مثقلتين إلى المقبرة،
باعة الخضر والقمصان الرّخيصة و الأحذية وهم يفتحون دكاكينهم على عجل،
الحدّادون والنجّارون، رعاة المواشي، ماسحو الأحذية…
الباعة المتجوّلون،
وهم يهتفون: روبافيكا.. روبافيكا…
الصيّادون وهم يجدّفون بقواربهم الملآى بأفواج الأمل،
الأطبّاء والممرّضون وهم يهيّئون غرف العمليّات
لمرضاهم،
المتسوّلون أيضا وهم يبكّرون لاستجداء الرّغيف…
ثمّة شعب صموت يكدّ ويبدّد خيباته في العمل،
ثمّة أشياء جميلة تحدث في وطني
غير هذا السّواد العميم الذي تومئون له
غير باعة الوهم والأكفان،
غير الباحثين لنا عن هويّات
جديدة،
غير هذا الخصام والكراهيّة وترويج الفتن…
ثمّة أيضا شيء آخر أكثر جمالا:
ابن حارتنا، وهو يتغزّل بحبيبته، ويتواعدان على حبّ صغير،
ثمّة أيضا أنا،
أنا الذي كتبت هذا النصّ بلا مجاز بلا وزن وبلا قافية
لأمتدح الحياة رغم علاّتها…
ثمّة أشياء كثيرة وجميلة
في وطني الأخضر.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *