فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

خرجتُ من فمها

سند يوسف/ اليمن

 

لم أكن قيادياً كبيراً
في صفِ أحدٍ؛
ولستُ مجردَ جنديٍ حتى.
-كنت طفلاً متعباً يجلس على رصيف يشبه روحه-
حين أخذتني القذيفة إلى
الأخبار العاجلة.
كانت المذيعة تخرج القتلى من فمها
رقماً رقماً،
وكنت أفرك كفّي ببعضمها منتظراً دوري.
حين نطقت المذيعة الجميلة
نصف اسمي: “سن”
أو ثلثي اسمي على وجه الدقة
-إن كان للدقة وجه-
انتصبتُ واقفاً في فمها،
فردتُ الدال المتبقية من اسمي كفرجارِ مدرس الرياضيات، وضحكتُ..
كانت المذيعة فاغرة الفم
وكنت عالقا بين شفتيها؛ أقبلهما تارة وأضحك تارة أخرى..
بعد مرور الكثير من السعال والوقت والارتباك؛
خرجتُ من فمها جثة هامدة.
كان أحمر شفاهها يسح على جسدي
وكنت أنزف- دماً وردياً- كما يليق بشهيد
دخل الجنة قبل أن يموت!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *