الأداء الشعري لعبدالرزاق الربيعي في أطروحة دكتوراه

فضاءات الدهشة

 

تمت اليوم، الأربعاء، 4 (آب) أغسطس 2021، جلسة المناقشة العلنية لأطروحة الدكتوراه الموسومة بـ(شعر عبد الرزاق الربيعيِّ، دراسة في الأداء الشعريِّ) لطالب الدكتوراه الباحث العراقي، منتدى مانع دايخ الحمداوي، في قسم اللغة العربية/ كلية التربية/ جامعة القادسية، تحت إشراف الأستاذ الدكتور سرحان جفات سلمان.
سلّطت الأطروحة الأضواء على مواطن الإبداع في شعر عبد الرزاق الربيعيِّ، كاشفةً لها ومحددةً أهم السمات الأدائية الشعرية البارزة في شعره، مما أسهم في إثراءِ المكتبةِ العربيةِ، بمادةٍ وفيرة من شاعرٍ عراقي يحتل مكانة خاصة به بين الشعراء المعاصرين، من خلالِ تسليط الضوء عليه وعلى أعماله الشعرية الكاملة وتحليلها.
وقد اشتملت الدراسةُ على مقدّمةٍ وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة وثبت بالمصادر والمراجع.
تناولت الدراسة حياة الشاعر الربيعي وتكوينه الثقافي والأدبي، ونتاجه الشِّعري الموصوف بالدمج بين عراقة التراث وملامح الحداثة.
وكشف الباحث مظاهر الأداء الشِّعري في شعر الربيعي، حاول معه الولوج في المتن وكشف دلالاته المنتجة؛ واستقراء أعماله الشِّعرية الكاملة مادةً للنصِّ المدروس دون غيرها؛ حيث كان يعبِّر عن تجاربه الحياتية من خلالِ شعره الغزير، التي ميّزته عن غيرهِ من الشعراء بثراءِ تجربته على مستوى المكونات الفنيَّة للنصِّ الشِّعري، فضلاً عن تميَّز نتاجه الشِّعري بالدمج بين عراقة التراث وملامح الحداثة، مما ساهم في إثراء المكتبة العربية بمادة وفيرة، ومن خلال وضع الشّاعر في المكانة التي يستحقها بين شعراء العربية المعاصرين، إذ عمد الباحث الغوص في منتجه الشعري، واستنطاق نصوصه بغية الكشف عن الأداء الشِّعري والسمات الفنيَّة والجماليَّة فيها، ولاستجلاء ما فيه من دلالاتٍ وقراءات، حيث جاء الفصل الأوّل موسومًا بـ(الأداء القصصي في شعر عبد الرزاق الربيعيِّ، العناصر والأدوات)، وقد اشتمل على ثلاثةِ مباحث بعد توطئة عامة.
وأما الفصل الثاني، فتضمن دراسة (اللغة الشعرية) بتشظياتها الفنية والإيقاعية والإيحائية في تجربة الربيعي، وبوصفها أداةً للتعبير ووجودًا له كيان يحث الخطى نحوه من خلالِ تعميق الوعي، ليتمكن من احتواءِ تجربته والتعبير عنها لتكون امتدادًا طبيعيًا لأفكاره، وعنصرًا مهمًا في بناء النص وتشكيل الخطاب الأدبي؛ ومن هنا يحتوي الفصل على أربعةِ مباحث دلاليَّة مختلفة بعد توطئة عامة أيضا.
وسعى الفصل الثالث، إلى الكشف عما قدمته (الصورة الشعرية) كواحدة من أهم الأدوات الشِّعرية -في شعر الربيعي_ النابضة بالحركةِ والاحساس في جوهر التعبير الشِّعري، إذ ناقش الباحث مفهومها، ووظيفتها، ووسائل تكوينها لديه، معيدًا بناءها وفقِ رؤية نفسيَّة عميقة، تعبِّر عن منطلقه الفكري والوجداني، وترصد تجاربه في رؤيتهِ الفنيّة، وتتلمس مشاعره من خلال التجرِبة، وهذا الفصل انتظم في ستةِ مباحث بعد التوطئة.
وخُصِّص الفصل الرابع لـ(الإيقاع الشعري)في مبحثين.
وقد اعتمد الباحث (المنهج التحليلي الوصفي) الذي يمثِّل حجر الزاوية في دراسةِ ومحاورة نصوص الشّاعر، واستقصاء الظاهرة الشِّعرية للانسجام مع منطقها وروحها، وفكَّ بنائها التركيبي والُلغوي؛ وهو وسيلة نَنفذ من خلالها إلى رحم نصّ الشّاعر عبد الرزاق الربيعيِّ؛ لأنه الأنسب لعالم الشّاعر ومتنه بهدفِ تحليل نتاجه الشِّعري والكشف عن الظواهر الأدائيَّة والأسلوبيَّة في النص، الذي يستند على اقتباس نصوص الشّاعر، ثم تحليلها ضمن معطيات تحليل القصيدة العربية الحديثة.
وأوضح الباحث الحمداوي أنه استقى مادة البحث العلميَّة المتنوَّعة من روافدَ يستنير بها، وينهل من نبعها، مدّته بمعينٍ فنّي أفاد الدراسة وأثرى مباحثها، فكانت بمثابة الطريق الذي عبّد له جسر المعلومة، مِن أجل الوصول إلى ما يريده، وما يصبو إليه من هدفٍ معرفي منشود في تحليل النصوص الشِّعرية، فقد تشرّب بحثه هذا من مصادر ومراجع عديدة من أهمها: مجلد الأعمال الشِّعرية الكاملة للشاعر الربيعي، وكتب الشعر والنقد الحديثة، والمجلات العلمية، فضلاً عن روافد كثيرة تفصح عنها الهوامش في كلِّ صفحة من صفحات البحث.
واختتمت جلسة المناقشة، بمنح الباحث منتدى مانع دايخ الحمداوي، درجة الدكتوراه، وسط حضور أكاديمي وأدبي ملحوظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى