صدام الزيدي
في احتفالية دمشقية مميزة، وقّعت الشاعرة والفنانة التشكيلية السورية بسمة شيخو مجموعتها الشعرية الرابعة “بحرٌ يخشى الغرق”، الصادرة حديثًا عن “دار نينوى”، بغلاف أنيق تصدرته لوحة للفنان بشار الحروب من مجموعته “سقوط الملاك” 2018.
واحتفى شعراء وكُتّاب وفنانون، على رواق مكتبة الأسد الوطنية (على هامش معرض الكتاب الدولي) بمجموعة “شيخو” الجديدة الواقعة في (100) صفحة من القطع الوسط، محتويةً (37) نصًا توزعت على جزئين: الأول “مدينة لا تقرأ الصحف”، والثاني “وحي السماء للطرقات”، وفي الجزء الثالث، تحت عنوان رئيس “عصافير تنقر رأسي”، تداعت 44 ومضة شعرية.
المجموعة -في موجات كثيرة منها- قصيدة حرب دوّنتها الشاعرة متماهيةً مع متوالية انكسارات ومشاهد نال منها التشظي والنزوح والدمار والموت، في مشهدية عامة يخوضها السوريون في الداخل والخارج على السواء، منذ سنوات، غير ان الكتابة للحب، وتيمات أخرى، تداعت.
***
بسمة شيخو، ابنة دمشق، من مواليد 1986. إجازة في العمارة الداخلية كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق 2007. ماجستير في الفنون الجميلة جامعة دمشق 2015. محاضِرة سابقة في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق. محاضِرة في كلية الفنون الجميلة- الجامعة العربية الدولية AIU. تُنشر كتاباتها في النقد الفني التشكيلي في (القدس العربي، التشكيلي العربي، فنون الخليج)، ولها كتابات في مجال السينما. قبل “بحرٌ يخشى الغرق”، صدر لبسمة شيخو ثلاث مجموعات شعرية (عبثٌ مع الكلمات) الهيئة العامة للكتاب، دمشق، (شهقة ضوء) و (آخر سكّان دمشق) عن مركز التّفكير الحر/جدة. تُرجمت نصوص لها إلى (الألمانية، الانكليزية، اليابانية).
إلى ذلك، صدر للكاتبة في مجال العمارة الداخلية كتاب بعنوان (التصميم الداخلي لرياض الأطفال وأثره على نفسية الطفل وسلوكه) عن دار نينوى، دمشق. بينما يرى النور قريبًا كتاب جديد (إضاءات على الفن التشكيلي العربي).
*مقتطفات:
يشرب الويسكي
وأنا في غرفتي أسكر
أعيد حديثي معه
أهذي طوال الوقت!
يهزّ الكأس بيده
فأتمسّك بمسند السرير
يصيح (تشيرز)
فأسيل على حرف الجدار
وأنتظره حتى يصحو.
* من نص “الرجل الذي سرق راء الحرب).
الجائع
قضم وجه الريح
ومات بعدها من الضحك
**
الأمواج أيادٍ تحاول الإمساك باليابسة
البحر أيضًا يخشى الغرق
**
أنا زجاجة فارغة
يلاحقني العشاق بحثًا عن رسالة ضاعت في البحر
**
موجعٌ ألّا يستطيع البحر إنقاذ سمكةٍ أحبها من صنارةٍ غبية
**
لن يعود البحر مالحًا كما كان،
فالغارقون كانوا يحملون أحلامًا وآمالًا حلوة للغاية