فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

عتمة

أمجد ناصر

 

يقولُ لنفسه:

 كان هناك أشخاصٌ يزورُونني في هذا المعزل المترامي،

 ثم تناقصوا بالتدريج.

 العتمةُ تتمادى.

 أمدُّ يدي على طولها فلا تصطدمُ بشيء،

 أمشي كما لو أنني نائمٌ

 فلا يعيُقيني حاجزٌ أو جدار.

 أعود الى مكاني على خطٍ وهميٍّ

 فأجدُه دافئاً. 

كم مضى على هذا الحال؟ 

هناك وجوهٌ سعيدةٌ

 تتلامعُ في عتمتي المترامية. 

أحاولُ أن أتذكر أين عرفتُها، 

ما هي الأسماءُ التي تليقُ بها،

 ولا أتمكنُ من ضَبطها،

 فكلما ظنّنتُ أني “وجدتُها”

 تغيمُ الصورُ وتترجرج.

 

كأني  كنت في مدينةٍ تطلُّ على بحر عبره آلهةٌ وشعراءُ وملاحون جسورن، كان بيتي خليةَ نحلٍ بشرية، لا أعرف متى يأتي هؤلاء الذين يبدو أنهم أصدقائي، ومتى يذهبون حتى إن هناك صوراً مهزوزةً تنتابني لأشخاصٍ ينامون على الكراسي، وفي أيديهم زهورٌ أستوائية. هذه الصورُ تعودُ وتعود كما لو أنَّها تريُد أن تقول شيئاً، تعذَّر علي فهمُه.

العتمةُ مرآتي

 ووجهي الذي أتلمَّسُه بأصابعي

 يبدو لي قلباً ذا فصين

 بينهما جرحٌ غائر.

من أنا؟

ماذا كنت؟

ألم يكن لي أهلٌ،

 أصدقاءٌ،

 زملاءُ عمل:

 أين هم؟ 

أسمع صوتاً، 

يقرأ عليَّ في العتمة المترامية

 قصائدَ تبحثُ عن إيقاعٍ هاربٍ،

 ويقولُ لي إني كتبتُها 

في حياتي السابقة كشاعر.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *